تدمرت أكبر منشآت الطاقة التي تنتج وتسيّر شبكة توليد الكهرباء كليًا في أوكرانيا. ومع موجة البرد واستمرار تساقط الثلوج، يعيش سكان العاصمة كييف وكبرى المدن الأوكرانية في ظلام دامس، بسبب تذبذب توزيع الكهرباء حينًا وانقطاعها الكلي أحيانًا أخرى.
فقد أدت ضربات روسية كثيفة أمس الخميس استهدفت منشآت الطاقة الأوكرانية إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن مناطق عدّة بينها العاصمة؛ وهي إستراتيجيّة وصفها الحلفاء الغربيّون بأنّها "جرائم حرب" مع اقتراب الشتاء.
وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية، بأن حوالي 15 منطقة تُعاني مشاكل في إمدادات المياه والكهرباء.
وقال: "لا يزال وضع الكهرباء صعبًا في كلّ المناطق تقريبًا. ومع ذلك، فإنّنا نعمد كل ساعة إلى إعادة توصيل الكهرباء لمزيد من المستهلكين".
وأضاف: "صمدنا بمواجهة 9 أشهر من الحرب الشاملة، وروسيا لم تجد طريقة لكسرنا. ولن تفعل ذلك. يجب أن نُواصل الصمود".
قصف خلّف قتلى وجرحى
وأشارت بلدية كييف، إلى أن نحو 70% من السكان ظلوا بلا كهرباء صباح الخميس، بينما شهدت المدينة أمطارًا في ظل طقس بارد.
وأضافت أنّ شبكة المياه جرى إصلاحها بعد الظهر، في حين أنّ درجات الحرارة بالكاد تجاوزت الصفر.
وكانت كييف تعرضت لقصف روسي مركز بأكثر من 70 صاروخًا من طراز كروز، خلّف قتلى وجرحى واستهدف مواقع حيوية وبنى تحتية غاية في الأهمية.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسيّة أنّ قصفها لم يستهدف كييف، متّهمة المضادات الجوية الأوكرانية بأنها مسؤولة عن الأضرار التي لحقت بالعاصمة.
نصف احتياجات #أوكرانيا من الكهرباء توفرها المفاعلات النووية.. تعرفوا على أماكن توزع المحطات النووية وقدراتها 👇 pic.twitter.com/PCFRywvB60
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 24, 2022
وفي خاركيف، ثاني كبرى مدن البلاد على الحدود مع روسيا، استمرت "مشاكل الإمداد بالكهرباء"، حسبما قال الحاكم أوليغ سينيغوبوف صباحًا.
كما استمر القصف الروسي مخلفًا 4 قتلى و10 جرحى في خيرسون (جنوب)، التي انسحبت منها موسكو قبل أسبوعين، و6 قتلى و30 جريحًا في فيشغورود قرب كييف.
وبينما تأثرت بقية أنحاء أوكرانيا إلى حد كبير بانقطاع الكهرباء، تستمر عمليات إعادة وصل البُنى التحتيّة الحيويّة بالشبكة تدريجًا.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانيّة افتتاح حوالي أربعة آلاف نقطة تدفئة في كلّ أنحاء البلاد.
"جرائم ضد الانسانية"
من جهتها، أعلنت الخارجيّة الفرنسيّة أن "الاستهداف المنهجي للسكان مع اقتراب الشتاء يترجم رغبة روسيا الواضحة في جعل الشعب الأوكراني يعاني، وحرمانه من الماء والتدفئة والكهرباء لتقويض قدرته على الصمود".
وأضاف البيان: "هذه الأعمال ترقى بكل وضوح إلى جرائم حرب".
وفي كلمة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي، كان زيلينسكي ندد الأربعاء بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" لأنّه "في ظل درجات حرارة تحت الصفر، يجد ملايين الاشخاص أنفسهم بلا مصادر طاقة أو تدفئة أو ماء".
بدورها، ندّدت هيئة الأمم المتحدة باستهداف روسيا للبنى التحتية الأوكرانية، وحذرت من تأثر دولة مجاورة بأزمة الطاقة.
جوازات سفر روسية
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخميس أنّ "أمام قيادة أوكرانيا (...) فرصة لحل النزاع عبر تلبية كل مطالب الجانب الروسي ووضع حد للمعاناة المحتملة للمدنيين".
وتبرر روسيا حربها بالحاجة إلى "نزع سلاح" أوكرانيا، التي تتّهمها بقمع السكان الناطقين بالروسية. كما أعلنت موسكو نهاية سبتمبر/ أيلول ضم 4 مناطق أوكرانية تخضع لسيطرة روسيا جزئيًا.
وأعلنت موسكو الخميس أنها وزعت جوازات سفر روسية على أكثر من 80 ألفًا من سكان هذه الأقاليم الأوكرانية الأربعة، ممّا يجعلهم "مواطنين في روسيا الاتحادية".
وأشار المدعي العام الأوكراني إلى أنّه منذ استعادة السيطرة في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري على شمال منطقة خيرسون، "عثِر على 9 مواقع تعذيب" إضافة إلى "جثث 432 مدنيًا قُتِلوا"، من دون أن يكشف كيف لقوا مصرعهم.
وقد استمرت عمليات تبادل الأسرى بين الجانبَين الخميس مع الإفراج عن 50 أسيرًا من كل جانب، بعد تبادل 35 أسيرًا مقابل 35 الأربعاء وفقًا للممثلين المعنيين.