أيدت محكمة التمييز الأردنية، اليوم الخميس، أحكام محكمة أمن الدولة الصادرة بحق رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد؛ بالسجن 15 عامًا في قضية ما تُسمّى "الفتنة" واستهداف أمن الأردن.
وقال مصدر قضائي لوكالة فرانس برس: إن محكمة التمييز وهي أعلى سلطة قضائية في الأردن "ردت الطعن المقدم من دفاع المدانين وأيدت قرار محكمة أمن الدولة".
وأضاف أن "المحكمة رأت أن قرار تجريم المتهمين جاء متفقًا وأحكام القانون".
وأوضح أن محكمة التمييز خلصت إلى أن القرار "بني على وقائع ثابتة مستخلصة من بينات قانونية قدمتها النيابة العامة وفقًا للأصول.
القرار أصبح "قطعيًا"
وأكد أحد محامي الدفاع عن المدانين، علاء الخصاونة، أن القرار بذلك أصبح قطعيًا، لافتًا إلى أنه دخل حيز التنفيذ.
وكان محاميا الدفاع عن عوض الله وبن زيد قدما لائحة الطعن في قرار أمن الدولة لدى محكمة التمييز في 8 أغسطس/ آب الماضي.
واتهم المحامي الأميركي مايكل سوليفان الذي يمثل عوض الله الذي يحمل الجنسية الأميركية، السلطات بممارسة التعذيب بحق موكله، قائلًا إن اعترافاته انتزعت منه بالإكراه، الأمر الذي نفته النيابة العامة.
وندد ناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان بمحاكمة مدنيين أمام محكمة أمن الدولة التي يقولون إنها لا تتمتع باستقلال القضاء وتفتقر لمعايير المحاكمة العادلة.
أحكام سابقة وإقامة جبرية للأمير
وأصدرت محكمة أمن الدولة في 12 يوليو/ تموز الماضي حكمًا بالسجن 15 عامًا بحق عوض الله وبن زيد بعد إدانتهما بتهمتي "التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة" و"القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة".
وحوكم عوض الله وبن زيد فقط في القضية، رغم أن الحكومة اتهمت في 4 أبريل/ نيسان الأمير حمزة (41 عامًا)، ولي العهد السابق والأخ غير الشقيق للملك عبد الله، وأشخاصًا آخرين بالضلوع في "مخططات آثمة" هدفها "زعزعة أمن الأردن واستقراره".
وأوقفت السلطات حينها 16 شخصًا إلى جانب عوض الله وبن زيد، أُفرج عنهم لاحقًا بينما حوكم الأخيران، فيما وُضع الأمير حمزة قيد الإقامة الجبرية إلا أنه أيضًا لم يحاكم.
ويحمل عوض الله الجنسية السعودية، وذكرت تقارير أنه مقرّب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فيما شغل الشريف حسن بن زيد سابقًا منصب مبعوث العاهل الأردني إلى السعودية.
وفي الخامس من أبريل، أكد الأمير حمزة في رسالة وقعها بحضور عدد من الأمراء أنه سيبقى "مخلصًا" للملك عبد الله الثاني ولولي عهده الأمير حسين.
وتحدث الملك في رسالة بثها التلفزيون الرسمي في السابع من أبريل عن "فتنة وئدت".
وسمّى الملك عبد الله الأمير حمزة وليًا للعهد عام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل عندما كان نجله الأمير حسين في الخامسة، لكنّه نحّاه عن المنصب عام 2004 وسمى عام 2009 نجله حسين وليًا للعهد.