أدى قمع القوات الأمنية للمتظاهرين الذين يحتجون على الانقلاب في ميانمار إلى سقوط أول قتيل في صفوف الحركة الاحتجاجية مع الإعلان رسميًا، اليوم الجمعة، عن وفاة شابة أصيبت بالرصاص الأسبوع الماضي، فيما تصاعدت الضغوط الدولية على المجموعة العسكرية.
وأصيبت ميا ثواتي ثواتي خاينغ خلال مشاركتها في 9 فبراير/شباط في مظاهرة حاشدة في نايبيداو ضد الانقلاب العسكري.
وقال مسؤول في المستشفى الذي كانت تعالج فيه، اليوم الجمعة، إن وفاتها أعلنت عند الساعة 11 صباحًا. وكشف أن جثتها أرسلت لتعاينها لجنة طبية عند الساعة الثالثة بعد الظهر "لأنها قضية ظلم".
وأكد الطبيب أنهم سيحتفظون بالتقرير الذي حدد سبب الوفاة وسيرسلون نسخة إلى السلطات المعنية. وأضاف: "سنبحث عن العدالة ونمضي قدمًا". وكشف أن طاقم المستشفى واجه ضغوطًا هائلة منذ أن كانت الفتاة في وحدة العناية المركزة. وأشار إلى أن بعض أفراد الطاقم غادروا المستشفى بسبب تلك الضغوط.
وأصبحت المظاهرة في نايبيداو عنيفة بعدما بدأت قوات الأمن إطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهرين، بينما قال أطباء في المستشفى، في وقت لاحق، إن شخصين على الأقل أصيبا بجروح خطرة بالرصاص الحي.
وأكد الناطق باسم الجيش زاو مين تون، هذا الأسبوع، إطلاق النار على ميا. وقال إن السلطات ستواصل التحقيق في القضية.
وسرعان ما أصبحت ميا رمزًا للمقاومة بالنسبة إلى المتظاهرين. ويطالب هؤلاء بالإفراج عن الحاكمة الفعلية للبلاد أونغ سان سو تشي، وبوضع حد للدكتاتورية وإلغاء دستور العام 2008 الذي يمنح الجيش نفوذًا كبيرًا.
ضغوط وعقوبات
في غضون ذلك، ازدادت الضغوط على الجنرالات الذين انتهجوا سياسة الآذان الصماء حتى الآن بشأن الإدانات الدولية والعقوبات المتعددة.
فقد أعلنت بريطانيا الخميس فرض عقوبات على ثلاثة جنرالات بورميين على خلفية "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"، واتخاذ تدابير لمنع تعامل الشركات البريطانية مع الجيش في ميانمار.
واستهدفت التدابير وزير الدفاع ميا تون وو ووزير الداخلية سو هتوت ونائبه تان هلينغ. وجمّدت أصول الجنرالات الثلاثة في بريطانيا وأصبحوا ممنوعين من الإقامة على أراضيها، وفق ما أفادت وزارة الخارجية في بيان. ويرفع هذا التدبير عدد الشخصيات التي فرضت عليها لندن عقوبات إلى 19 شخصا.
وستعاقب كندا من جانبها، تسعة مسؤولين عسكريين بورميين متهمة المجموعة العسكرية بارتكاب "حملة قمع منهجية من خلال تدابير تشريعية قسرية واستخدام القوة". وقال وزير الخارجية مارك غارنو "إن كندا تقف بجانب الشعب البورمي في تطلعاته للديموقراطية وحقوق الإنسان".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الأسبوع الماضي أن إدارته ستمنع جنرالات ميانمار من الوصول إلى أموال بقيمة مليار دولار في الولايات المتحدة.
ورحّبت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بهذه المبادرات لكنها شعرت بضرورة بذل المزيد من الجهود لفرض عقوبات على مصالح الجيش المرتبطة بتعدين الأحجار الكريمة والجعة والقطاع المصرفي.