ألقت الشرطة الإسبانية، اليوم الثلاثاء، القبض على 7 أشخاص على صلة بواقعتين عنصريتين، ضد اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور، بينما طالبت رابطة الدوري الإسباني، بإجراء تغيير على القانون الإسباني لمنحها القوة لمكافحة العنصرية في الملاعب.
وجاءت خطوة الشرطة الإسبانية بعد تحرك دبلوماسي برازيلي بأوامر رئاسية، وإثر ردود أفعال غاضبة حول العالم لما لاقاه اللاعب يوم الأحد أمام فالنسيا، التي خسرها فريقه ريال مدريد 1-0.
ووضعت القضية البلاد في موقف محرج عالميًا، حتى اضطرت الشرطة لنشر مقاطع فيديو تثبت إلقاء عناصرها القبض على المتهمين، تحت منشور وضعت فيه اسم "فينيسيوس"، لمشاركتها تغريداتها.
"جناة مفترضون" بقضية الإساءة لفينيسيوس
وفتحت الشرطة تحقيقًا في ارتكاب "جريمة كراهية" بعد العثور على دمية معلقة، بطريقة الشنق، ترتدي رقم 20 الخاص باللاعب فينيسيوس، عند جسر أمام مقر تدريبات ريال مدريد، وبجوار لافتة عملاقة طولها 16 مترًا باللونين الأحمر والأبيض الشهيرين للغريم أتليتيكو مدريد ،كُتب عليها: "مدريد تكره ريال"، في يناير /كانون الثاني الماضي قبل مباراة الجارين في كأس الملك.
وأكدت الشرطة على منصة تويتر اليوم، أنها ألقت القبض على ثلاثة أشخاص في فالنسيا على صلة بمباراة الأحد أمام ريال مدريد.
وقالت الشرطة إنها احتجزت أربعة أشخاص "تم التعرف عليهم أثناء المباريات المصنفة على أنها عالية الخطورة" في إطار "التدابير الوقائية للعنف في الرياضة"، هم "الجناة المفترضون" للشنق المفترض عبر الدمية.
🚩Estas son las imágenes de la detención de los 4 arrestados por #delitodeodio contra el jugador de #fútbol @vinijr Tienen 19, 21, 23 y 24 años. Varios fueron identificados durante partidos de alto riesgo en dispositivos de @policia para la prevención de violencia en el deporte pic.twitter.com/X8jaGrZHRe
— Policía Nacional (@policia) May 23, 2023
إساءات عنصرية "غير إنسانية"
وتأتي الاعتقالات بعد يوم واحد من قول لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني، إن الكرة الإسبانية تعانى من مشكلة تتعلق بالعنصرية، وذلك عقب شكوى من ريال بتعرض لاعبه فينيسيوس لجريمة كراهية، في اللقاء الأخير.
وكان فينيسيوس وصف الإساءات التي تعرض لها بأنها "غير إنسانية"، وطالب الرعاة والمحطات التلفزيونية بمحاسبة الرابطة.
وتتعرض الرابطة لضغوط متزايدة للتصدي للعنصرية خاصة بعد حصول فينيسيوس على دعم هائل من الرئيس البرازيلي ورئيس الاتحاد الدولي (الفيفا)، والعديد من نجوم الرياضة مثل كيليان مبابي مهاجم فرنسا، وريو فرديناند مدافع إنكلترا السابق، ولويس هاميلتون الفائز سابقًا ببطولة العالم فورمولا 1 للسيارات.
🚩Así hemos llevado a cabo la detención de tres jóvenes en #Valencia como presuntos autores de un #DelitoDeOdio por las conductas racistas contra @vinijr Los hechos sucedieron el pasado domingo en el partido de #fútbol entre el #ValenciaCF y el #RealMadrid pic.twitter.com/QZPLRpLZQU
— Policía Nacional (@policia) May 23, 2023
مطالبات بتعديل القانون
وردت الرابطة في بيان اليوم الثلاثاء أكدت فيه أنها تشعر "بالعجز" للتصدي للعنصرية خصوصًا في ظل القانون الإسباني الذي يجعل سلطاتها مقتصرة على الكشف والإبلاغ عن الوقائع العنصرية.
وعددت الرابطة مجموعة من الوقائع ضد اللاعبين السود، منها 9 وقائع ضد فينيسيوس، لم تصل إلى المحاكمة بسبب عدم كفاية الأدلة، وطالبت بتغيير القانون حتى تملك السلطة في التصدي للعنصرية.
وقالت الرابطة: "تشعر رابطة الدوري الإسباني بإحباط شديد بسبب الافتقار، لفرض عقوبات وإدانات من الهيئات الانضباطية الرياضية والإدارات العامة والهيئات القضائية التي تستقبل الشكاوى".
ووفقًا لمصادر مقربة من فينيسيوس، فقد أبدى اللاعب البرازيلي غضبه من الرابطة بسبب عدم فرضها الضغط الكافي على الاتحاد الإسباني لكرة القدم الذي يملك السلطة لغلق الملاعب، أو فرض عقوبات.
تضامن غير مسبوق
ويملك الاتحاد الإسباني السلطة لإلغاء أي مباراة إذا استمرت الهتافات العنصرية، بعد توقف لمدة عشر دقائق، وتحذير المشجعين خلال تلك الفترة. وحتى الآن لم يحدث مثل هذا الأمر في إسبانيا.
وفي موقف غير مسبوق تاريخيًا، أطفأت البرازيل الإضاءة حول تمثال المسيح الفادي الذي يُعد أحد أبرز المعالم السياحية في العالم، لمدة ساعة كاملة فجر اليوم الثلاثاء تضامنًا مع لاعبها.
وكانت الحكومة البرازيلية، قد أدانت "الهجمات العنصرية" التي تعرض لها فينيسيوس جونيور مرارًا في إسبانيا، ودعت مدريد والسلطات الرياضية لمعاقبة المتورطين بحسب ما أفادت وزارة الخارجية، التي استدعت السفير الإسباني لتوضيح الموقف في أعقاب الحادث الأخير.