يعكف باحثون في مستشفى بريغهام في مدينة بوسطن الأميركية، على تطوير طريقة جديدة تعد بالقضاء على الأورام السرطانية، باستخدام الخلايا السرطانية الحية لمهاجمة الورم الدماغي، ومنع انتشاره.
ويعدل الباحثون الخلايا السرطانية، فيحولونها للقاحات تطلق مواد بيوكيميائية، تحث نفسها على الانتحار. وتمثل هذه الطريقة الجديدة رسالة للخلايا باتجاه عملية القتل الذاتي.
ويؤكد الباحثون أن الهدف من اللقاح الجديد، هو مساعدة المرضى المصابين بالسرطان في جميع مراحله.
وفي هذا الإطار، أكد أخصائي أورام الدماغ، الدكتور أشرف عوض، في حديث إلى "العربي" أن العلم في طريقه إلى تحقيق نتائج متقدمة في هذا الشأن، عن طريق علوم الوراثة الواعدة، معتبرًا أن ما تحقق في بريغهام هو طريقة جديدة في إعادة برمجة خلايا الورم.
أصل الإنجاز
ونسب الدكتور عوض بداية هذا التقدم إلى الباحثتين في علم الوراثة، اللتين حصلتا على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2020، وهما الفرنسية إيمانويل شاربنتييه، والأميركية جنيفر داودنا بسبب تطويرهما لـ"مقصات جزيئية" قادرة على تعديل الجينات البشرية، وهو إنجاز يُعتبر ثوريًا.
وأضاف أن هذه الآلية التي اعتمدتها الباحثتان بإمكانها تعديل الشفرة الوراثية.
وأوضح الأخصائي في أورام الدماغ، أن هذه الآلية تساعد في التخلص من الفيروسات، وتعيد تركيب الشفرة الوراثية للبكتيريا بطريقة سليمة، وبآلية بسيطة.
ويرى عوض أن هذه التقنية الجديدة قد توصل البشرية إلى مرحلة متقدمة جدًا بالعلاج من السرطان، رغم أنها أثارت الجدل لحظة ظهورها، لافتًا إلى أن تحرير الشفرة الوراثية يعني تعديل الخلايا في حال تم استخدمها في الخلايا الجسدية، ومن هنا كانت الفكرة في هذه التجربة.