أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن قلقه بشأن النهج الصيني في التصدي لكوفيد-19، وذلك بعد ساعات من إعلان منظمة الصحة العالمية أن بكين لا تكشف بدقة عن أعداد الوفيات بسبب فيروس كورونا،
وفيما من المنتظر أن تثير تلك التعليقات ردودًا من قبل بكين اليوم الخميس، قال بايدن إنه يشعر بالقلق بشأن أسلوب تعامل الصين مع تفشي المرض، مضيفًا للصحفيين أثناء زيارة لكنتاكي: "يُبدون حساسية بالغة، عندما نشير إلى أنهم غير واضحين على هذا النحو".
والولايات المتحدة، باتت واحدة من أكثر من 12 دولة فرضت قيودًا على المسافرين القادمين من الصين منذ أن ألغت الأخيرة إجراءات صارمة لكبح الفيروس الشهر الماضي، والتي وفرت قدرًا من الحماية للسكان البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة على مدى ثلاث سنوات.
متحور جديد
ومع تتبع أغلب العالم لزيادة حالات الإصابة بالمرض في الصين، يتزايد قلق خبراء الأمراض المعدية من السلالة (أوميكرون إكس.بي.بي.1.5) شديدة العدوى التي شكلت أكثر من 40% من حالات الإصابة في الولايات المتحدة، وفقًا لما أظهرته بيانات رسمية الأسبوع الماضي.
هذه الإصابات دفعت بوزير الصحة الألماني، كارل لاوترباخ، إلى التعبير عن قلقه من المتحور الفرعي الجديد، والذي أدى لزيادة عدد الحالات التي تحتاج للدخول للمستشفى في شمال شرق الولايات المتحدة، وقال إن بلاده تتابع الموقف عن كثب.
وكتب الوزير على تويتر في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء: "نأمل في أن يمر الشتاء علينا قبل أن تنتشر تلك السلالة بيننا، نحن نرصد ما إذا كانت تلك السلالة قد ظهرت في ألمانيا وإلى أي مدى".
#الصين تلغي قيود #كورونا وعدة دول تفرض إجراءات وقائية على الوافدين منها#العربي_اليوم تقرير: نادية الهاني pic.twitter.com/Sc4CY672KB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 3, 2023
أرقام غير واضحة
ويحاول مسؤولو منظمة الصحة العالمية الآن معرفة مزيد من المعلومات حول تفشي المرض الذي امتلأت بسببه المستشفيات بالمرضى في الصين، واكتظت بعض دور الجنازات بجثث الموتى، رغم انخفاض الأعداد المعلنة رسميًا للوفيات بسبب الفيروس.
وقال مايك رايان، مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، في إفادة إعلامية أمس الأربعاء إن الأرقام التي يتم نشرها حاليًا في الصين أقل من أعداد المصابين الذين يدخلون المستشفيات، ومرضى وحدات العناية المركزة والوفيات.
وتعد التعليقات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن نقص البيانات من أكثر التعليقات أهمية حتى الآن، ويمكن أن تثير ردًا قويًا من بكين عندما ينعقد مؤتمر صحفي معتاد لوزارة الخارجية في وقت لاحق من اليوم الخميس.
"بلغت ذروتها"
ولم تحظ تصريحات بايدن أو منظمة الصحة بتغطية فورية في وسائل الإعلام الحكومية الصينية اليوم. وهونت الحكومة مؤخرًا من شأن خطورة الوضع. وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في مقال، نقلًا عن مقابلات مع أطباء أمس الأربعاء، إن الإصابات بكوفيد بلغت ذروتها في عدة مدن بما في ذلك العاصمة بكين.
وأبلغت الصين عن وفاة واحدة جديدة بكوفيد-19 في البر الرئيسي أمس، مقارنة بخمس وفيات يوم الثلاثاء، ليرتفع بذلك العدد الرسمي للوفيات إلى 5259.
وألحقت زيادة حالات الإصابة بكورونا الضرر بالطلب في الاقتصاد الصيني البالغ حجمه 17 تريليون دولار، وأظهر مسح للقطاع الخاص اليوم الخميس انكماش نشاط الخدمات في ديسمبر/ كانون الأول المنصرم.
لكن المستثمرين ما زالوا يشعرون بالتفاؤل على أساس أن تخفيف قيود كوفيد في الصين سيؤدي في النهاية إلى إنعاش النمو، الذي انزلق إلى أدنى معدل له منذ ما يقرب من نصف قرن.