قمة مجموعة العشرين في البرازيل.. إطلاق تحالف لمكافحة الجوع والفقر
افتتح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قمة مجموعة العشرين لأكبر اقتصادات العالم الإثنين، بتدشين تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع.
ويجتمع زعماء دول مجموعة العشرين على مدى يومين في متحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو، حيث سلّط جدول الأعمال الضوء على تحوّل وشيك في النظام العالمي مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة.
وتُواجه مناقشات المشاركين في القمة بخصوص التجارة وتغيّر المناخ والأمن الدولي، صعوبة بسبب تغيّرات حادّة في السياسة الأميركية تعهّد ترمب بها عندما يتولّى الرئاسة في يناير/ كانون الثاني المقبل، بدءًا من الرسوم الجمركية إلى الوعد بحلّ تفاوضي للحرب على أوكرانيا.
وقال دا سيلفا في كلمته الافتتاحية، إنّ التأثيرات المدمّرة لتغيّر المناخ يُمكن رصدها بسهولة حول العالم، داعيًا الزعماء إلى التحرك لمعالجة ارتفاع درجة حرارة الكوكب ومكافحة الفقر.
الجوع والفقر
وحظي التحالف الذي أطلقه لتنسيق جهود القضاء على الجوع والفقر، بدعم 81 دولة من الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي إضافة إلى منظمات دولية وبنوك تنموية ومؤسسات خيرية.
وقال لولا: "الجوع والفقر ليسا نتيجة شحّ أو ظاهرة طبيعية، إنّهما نتاج قرارات سياسية".
وذكرت مصادر أنّ دبلوماسيين يُشاركون في صياغة مسودة البيان المشترك لزعماء القمة، يُواجهون صعوبات في الحفاظ على توافق هشّ على كيفية التعامل مع الحرب المتصاعدة في أوكرانيا، حتى في ظلّ دعوة باهتة للسلام دون انتقاد أي من الدول المشاركة.
وشدّدت السلطات الإجراءات الأمنية في ريو دي جانيرو، مع مساعدة قوات من الجيش للشرطة في عمليات التأمين خلال مدة القمة.
وتعرّضت دورية للجيش قرب المدينة لإطلاق نار قبل ساعات فقط من انطلاق القمة، وفقًا لما ذكرته الشرطة التي أضافت أنّه لم يُصب أحد في الواقعة.
دور محوري للصين
وسيكون للرئيس الصيني شي جينبينغ دور محوري، في قمة يُخيم عليها التوتر الجيوسياسي في ظل حربين في غزة وأوكرانيا.
وأقرّ مسؤولون برازيليون بأن جدول أعمال القمة الذي يُركّز على التنمية المستدامة وفرض ضرائب على فاحشي الثراء ومكافحة الفقر والجوع قد يفقد بسرعة قوته الدافعة، عندما يبدأ ترمب في إملاء الأولويات العالمية الجديدة من البيت الأبيض.
كما قال مسؤولون في البرازيل إنّ مساعي الدولة لإصلاح نظام الحوكمة العالمية، بما في ذلك المؤسسات المالية المتعدّدة الأطراف، ربما يُواجه أيضًا عقبات خلال ولاية ترمب.
ومن المتوقّع أن يُركّز شي جينبينغ على مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي تُحقّق صعودها الاقتصادي.
ولم تُشارك البرازيل حتى الآن في المبادرة، لكنّ الآمال مرتفعة في عقد شراكات أخرى قبل ختام زيارة جينبينغ الأربعاء.
ومن المتوقع أن تشوب محادثات التجارة في القمة، مخاوف تتعلّق بالحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، مع اعتزام ترمب فرض رسوم جمركية على واردات من الصين ودول أخرى.
ومن شأن حماسة ترمب لخفض الضرائب أن يزيد من عرقلة جهود البرازيل لمناقشة فرض ضرائب عالمية على الأثرياء، وهي قضية شديدة الأهمية للرئيس البرازيلي الذي وضعها على جدول أعمال مجموعة العشرين.