أبدت مؤسسات دولية تخوفها من ضعف التزام الدول المتقدمة وفشلها في تحقيق ما قررته قمم متتالية لتعزيز الأجندة الاقتصادية العالمية والتعافي الشامل، والمشكلة المتعلقة بخفض الانبعاثات الحرارية التي تسبب التغير المناخي.
يأتي ذلك بعد سلسلة نقاشات مستفيضة للدول الكبرى بهدف التصدي للتغير المناخي، وتوزيع اللقاحات على البلدان الفقيرة والنامية على أوسع نطاق، فضلًا عن اتفاق واسع النطاق للحد من ارتفاع درجات الحرارة.
قمة العشرين في روما ثم قمة المناخ العالمي في غلاسكو، اتضحت فيها الجدية الكافية لمعالجة أوضاع الاقتصاد العالمي الذي يئن من تداعيات الجائحة، وتزايد الانبعاثات.
لكن مسار قمم سابقة تضع علامات استفهام حول مدى التزام هذه الاتفاقات وتطبيقها، وخصوصًا الالتزام تجاه الدول النامية والفقيرة أبرزها موضوع توزيع اللقاحات وخفض الانبعاثات، وتخفيف عبء الديون.
فالبنك الدولي طالب زعماء الدول العشرين الثرية بتجميد مدفوعات الديون من الدول المنخفضة الدخل.
وبحسب البنك الدولي فقد وصلت ديون الدول المتوسطة والفقيرة إلى 8 تريليونات و700 مليار دولار في نهاية العام الماضي.
طالبت منظمة أوكسفام لمكافحة الفقر الدول الغنية بتوسعة الآفاق لتوزيع اللقاحات على الدول الفقيرة وتحقيق الانتعاش العادل وخفض نسبة الجوع.
وذكرت أوكسفام بوعود الدول الغنية بتوزيع 1.8 مليار جرعة لقاح وصلت 14% منها فقط إلى بعض الدول.
وفي المقابل قفزت ثروة الأثرياء من 8 تريليونات دولار إلى 15 تريلون دولار خلال عامين فقط، فيما يواجه مئات الملايين من الناس الجوع والفقر.
وبالنسبة إلى التغير المناخي الذي تسببه الدول الصناعية تؤدي إلى سقوط 130 مليون شخص في هوة الفقر وهجرة 100 مليون آخرين.
قمم كثيرة حول الطاولة ونتائج محدودة على الأرض استدعت الأمم المتحدة لربط كل شيء جرى خلال الأيام القليلة الماضية لمزيد من الطموح وكثير من العمل.
وشن المحلل الاقتصادي محمد موسى انتقادًا لاذعًا لرؤساء دول العالم تجاه إنقاذ الكوكب من الكوارث التي تحيط به، مؤكدًا عدم التعويل على قمتي روما وغلاسكو.
وأشار موسى في حديث إلى العربي من بيروت إلى وقف هذه الدول الدعم بقيمة 100 مليار لدول فقيرة وتأجيل الأمر إلى عام أو عامين.
ولفت موسى إلى ما سببته التغيرات المناخية من تهجير مئة مليون إنسان من بلاده، مذكرًا بالفيضانات في ألمانيا، وبقطع شجر الغابات في البرازيل.
ورأى موسى أن الوقت ينفد على هذا الكوكب، مؤكدًا أن المسؤولية تجاه إنقاذه من قبل رؤساء العالم شبه معدومة.
واعتبر أن الدول فشلت في التزام تعهداتها ولم تحسم أمرها في موضوع المناخ، مستذكرًا سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توقيعه من الاتفاق السابق.
وانتقد موسى عدم تنفيذ الوعود في موضوع اللقاحات وشطب الديون التي تعيق الدول الفقيرة من التنمية وإعادة النهوض.
وأبدى انزعاجه من استخدام الدول المرونة في الكلام وعدم التطبيق، وغياب رئيسي الصين وروسيا، واتهم الدول بالأنانية والتفكير في الناتج القومي لها من دون الأخذ في الاعتبار النتائج.
وأكد أن عدم إنقاذ الأرض سيضع كل البشر في دائرة الخطر لا الفقراء فقط.