تطرقت الصحف الأجنبية اليوم السبت، إلى الانتقادات الكثيرة التي طالت خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لإيصال المساعدات إلى غزة، في حين يواصل مد إسرائيل بالأسلحة ويرفض استخدام ورقة الضغط لإجبارها على تمرير المساعدات وحتى وقف الحرب.
وكان بايدن قد أعلن في خطاب "حالة الاتحاد" أمام الكونغرس الجمعة، أنه أوعز إلى الجيش الأميركي إنشاء مرفأ بحري مؤقت في غزة لإيصال المساعدات الإغاثية إلى القطاع.
تشكيك بنجاح الخطة الأميركية
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن هناك تشكيكا في نجاح خطة الرئيس الأميركي لإنشاء ممر مساعدات بحري إلى غزة المنكوبة، بما في ذلك إنشاء ميناء مؤقت.
وأضافت الصحيفة أن الخطة، بحسب كثيرين، هي دليل إضافي على إحجام إدارة بايدن عن مواجهة إسرائيل، واستخدام النفوذ الاستثنائي للولايات المتحدة باعتبارها الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل للتخفيف من عواقب الحرب الكارثية.
ونقلت "واشنطن بوست" أن الخطة تبعث بإشارة سيئة عن القيادة الأميركية، وأن التعاطف الذي أظهره بايدن تجاه الفلسطينيين تكتيكي ويهدف إلى استرضاء القاعدة الانتخابية المحلية.
بايدن يراوغ
أمّا في صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد رأى Peter Baker وMichael Crowley أن قرار إرسال المساعدات جوًا وبحرًا يمثل تحولًا ناجمًا عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، ولكنه يثير تساؤلات بشأن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة.
وأضاف الكاتبان أن إسقاط قنابل أميركية الصنع ومساعدات في الوقت نفسه في سماء غزة، يوضح المراوغة التي يمارسها بايدن لإيجاد توازن في حرب غير متوازنة أساسًا في الشرق الأوسط.
وأشارا إلى أن الولايات المتحدة تجد نفسها في خضم حرب غزة، حيث تسلح الإسرائيليين بينما تحاول رعاية المتضررين جراء ذلك.
كما نقلا عن نائب في الحزب الديمقراطي أنه لا يمكن الاستمرار في هذا التناقض، إذ تتبع واشنطن سياسة تقديم المساعدات وتزويد إسرائيل بالأسلحة لقصف شاحنات الغذاء في الوقت نفسه.
تدمير صورة أميركا
وفي صحيفة "ذا هيل" الأميركية اعتبر جو بوكينو أن عدم قدرة بايدن على التأثير في سلوك إسرائيل بالحرب على غزة، واستمراره في تقديم المساعدات العسكرية لها، يظهرانه ضعيفًا.
وأضاف بوكينو أن الدعم الأميركي المستمر لإسرائيل كان سببًا في خلق الانطباع في الشرق الأوسط، بأن هناك استخفافًا بمعاناة الفلسطينيين وازدواجية في السياسة التي تتبعها واشنطن.
وتابع الكاتب متسائلًا: "كيف يمكن النظر إلى انتقادات بايدن المتكررة للهجمات العشوائية على النساء والأطفال الأوكرانيين، في حين أن واشنطن تمول فظائع مماثلة لا بل حتى أسوأ في غزة؟".
ورأى بوكينو أنه عندما تنتهي الحرب على غزة سيحين وقت المحاسبة، ولن تجد الولايات المتحدة سبيلًا لإصلاح مكانتها المدمرة في الشرق الأوسط.
خطة أميركية لا جدوى منها
بدورها، تطرقت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية إلى عدم جدوى خطة بايدن في غزة، واعتبرت أنه مع عدم وجود قوات أميركية على الأرض، سيكون تأمين الميناء الذي تنوي واشنطن إنشاءه في القطاع من مهمة إسرائيل، وهي الجهة نفسها التي تعرقل وصول المساعدات برًا.
كذلك رأت المجلة البريطانية، أن خطة المساعدات تشير أيضًا إلى "إخفاقات بايدن"؛ إذ يسعى لإغاثة الفلسطينيين الذين تشن حليفة واشنطن الحرب عليهم، وفي الوقت نفسه يواصل مدّ إسرائيل بالأسلحة ويستخدم حق النقض ضد قرارات وقف النار.
وأردفت "الإيكونوميست" أنه "بعد أن دعم إسرائيل لعدة أشهر، ورفض استخدام وسائل الضغط عليها، يبحث بايدن الآن عن حلول بديلة تعفيه من المسؤولية".
بايدن يتجاهل الغضب
بريطانيًا أيضًا، نشر كريس مكغريل في صحيفة "الغارديان" مقالًا عن إصرار جو بايدن على الوقوف بصف إسرائيل رغم كل ما ترتكبه في غزة.
فقد قال مكغريل: "على الرغم من مطالبته إسرائيل مؤخرًا بضرورة تجنب المبالغة في الرد، فإن بايدن أكد تأييده أيضًا لحق إسرائيل في الرد على هجوم السابع من أكتوبر وواصل دعمه لها".
وأشار الكاتب إلى أن أحد التفسيرات لتصرفات بايدن هو أنه يعتقد أن دعم إسرائيل علنًا يمنحه نفوذًا أكبر عليها، رغم أن كل الأدلة تشير إلى عكس ذلك حتى الآن.
كما رأى مكغريل أن الإعلان عن خطة إنشاء ميناء في غزة لإيصال المساعدات، "يدل على عدم رغبة بايدن في استخدام نفوذ بلاده للضغط على إسرائيل من أجل السماح بدخول المساعدات فورًا".