حذر علماء من عدة دول أوروبية من التأثيرات البيئية التي ستنجم عن انفجار خط أنابيب نورد ستريم، وتسرب نحو 300 ألف طن من الميثان، أحد أقوى الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ويشير العلماء إلى أن هذا القدر من الغاز يكون له نفس تأثير الانبعاثات الحرارية والناتجة عن قرابة الـ5.5 ملايين سيارة على مدى 20 عامًا متصلة.
وربما يكون الوصف الأقرب لتسرب غاز الميثان، في قلب أزمة طاقة منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا بـ"قنبلة مناخية"، ما ينذر بكارثة بيئية ومناخية.
ظاهرة الاحتباس الحراري
ويعد تسرب غاز الميثان مشكلة بيئية بحد ذاته، حيث يسرع من ظاهرة الاحتباس الحراري في وقت بينت فيه الأبحاث أن الحد من انبعاثات الميثان هو أمر حيوي، لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، ما يستدعي بالفعل الإسراع في إنقاذ المناخ من آثار التهديد البيئي الناجم عنه.
والميثان هو المكون الرئيس للغاز الطبيعي، ويأتي بعضه من مصادر طبيعية مثل المستنقعات، لكن معظمه ينجم عن النشاط البشري، فثلثا تلك الانبعاثات التي يتسبب فيها الإنسان هي من تربية الماشية والوقود الأحفوري، والكثير من الباقي ناتج عن تحلل النفايات وزراعة الأرز.
وفي قطاع الطاقة يتصاعد غاز الميثان من خلال عمليات التنفيس أو من صهاريج تخزين الغاز ومرافق الغاز الطبيعي المسال ومحطات الضغط بخطوط الأنابيب، ومواقع معالجة النفط والغاز.
يقول العلماء إن الميثان أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون كغازات دفيئة على المدى القصير، وعندما يقارن تأثيرهما على مدى قرن فإن الميثان أسوأ بـ28 مرة من ثاني أكسيد الكربون، وعلى مدى عقدين قد يقفز هذا الرقم إلى أكثر من 80 مرة.
وكانت 100 دولة على الأقل قد التزمت العام الماضي خلال مؤتمر المناخ العالمي بخفض انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30%، بحلول عام 2030.
وإذا تم احترام هذا الاتفاق فإنه سيمنع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 0,2% بحلول عام 2050.
خفض غاز الميثان
وتتزايد الحاجة إلى الالتزام بخفض غاز الميثان، حيث يقترب العالم من عبور ما يسمى بنقطة التحول، إذ ستبدأ مرحلة ما تسمى بحلقات التغذية الراجعة للمناخ، ما يجعل الاحتباس الحراري يدوم ذاتيًا.
وتقول الدراسات إن الأحداث التي يمكن أن تلامس تلك الحلقات باتت وشيكة، مثل انهيار الصفيحة الجليدية في غرينلاند أو ذوبان التربة المتجمدة في القطب الشمال.
ويهدف العلماء إلى نشر تقنية الكشف السريعة والحساسة للغاية عن الميثان وعلى نطاق واسع، وذلك سعيًا لمنع تأثير هذا الغاز على الاحتباس الحراري.
وفي هذا الإطار، يوضح الباحث المتخصص في شؤون المناخ والبيئة زاهر هاشم أن الميثان على المدى الطويل هو غاز قيد السيطرة، مشيرًا إلى أن من الصعب التنبؤ بآثاره بعد خروجه بكمية كبيرة في منطقة محددة.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من إسطنبول، أن العلماء يقللون من تأثير غاز الميثان على الكائنات البحرية، مشيرًا إلى وجود خطر آخر من احتراق أو اشتعال الغاز على سطح الماء، ما سيؤثر بالإضافة إلى الغلاف الجوي على الكائنات البحرية وحركة الملاحة والسفن.
ويلفت زاهر هاشم إلى أن الغاز على المدى الطويل سيزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.