الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تسرب الغاز من "نورد ستريم".. روسيا توقف الضخ وشكوك أوروبية بعملية تخريبية

تسرب الغاز من "نورد ستريم".. روسيا توقف الضخ وشكوك أوروبية بعملية تخريبية

شارك القصة

مراسل "العربي" ينقل تفاصيل توقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عقب تسريبات بأنابيب "نورد ستريم" (الصورة: غيتي)
أثيرت شكوك أوروبية عقب رصد 3 تسريبات "غير مفسّرة" من خطي أنابيب "نورد ستريم 1" ونورد ستريم 2"، فيما تهمت كييف موسكو بالمسؤولية.

أفادت وسائل إعلام ألمانية بتراجع معدلات تدفق الغاز في خط "نورد ستريم 1"، تزامنًا مع إعلان شركة "غازبروم" الروسية أن ضخ الغاز إلى أوروبا عبر السيل الشمالي توقف بشكل تام.

يأتي ذلك، بعدما أصدرت البحرية السويدية اليوم الثلاثاء، تنبيهًا بخصوص حدوث تسرّب غير مفسّر للغاز في موقعيْن من خط أنابيب "نورد ستريم 1"، في المياه السويدية والدنماركية.

وسبق ذلك، إعلان صدر يوم أمس الإثنين عن تسرّب للغاز في "نورد ستريم 2"، ما أثار شكوكًا حول أعمال تخريبية في الخطّين الخارجين عن الخدمة بسبب تداعيات الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

"أمر غير عرضي"

وأكد وزير المناخ والطاقة الدنماركي دان يورغنسن في تصريح اليوم، أنه "من المبكر الحديث عن أسباب هذه الحوادث"، لكنه أشار إلى "رفع مستوى التأهب في قطاع الكهرباء والغاز" في البلاد على خلفية التسربين، والتسرب الثالث الذي ضرب خط أنابيب "نورد ستريم 2".

بدورها، لم تستبعد رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن حصول عملية تخريبية، قائلة إنه "من الصعب التصور" أن تسرب الغاز في ثلاث مواقع بصورة متزامنة "أمر عرضي".

وأعلن الجيش الدنماركي استنادًا الى صور بحوزته أن التسريبات الثلاثة الكبيرة من خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق ظهرت على السطح الثلاثاء مشكّلة دوائر يتراوح قطرها ما بين 200 وألف متر.

أما كييف فاعتبرت أن تسرب الغاز من نورد ستريم 1 و2 "هجومًا إرهابيًا مخططًا له" من موسكو.

انفجارات قوية

هذا وسجل علماء زلازل في الدنمرك والسويد أمس الإثنين انفجارات قوية في نقاط تسرب الغاز، حسبما قال المركز الوطني السويدي لعلوم الزلازل التابع لجامعة أوبسالا لمحطة إس.في.تي العامة اليوم الثلاثاء.

وقال عالم الزلازل يورن لوند للمحطة: "ما من شك في أنها كانت انفجارات".

في المقابل، عبّر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين عن "قلق بلاده البالغ حيال هذه الأنباء"، كما رد على سؤال صحفي حول احتمالية العملية التخريبية بأنه "لا يمكن استبعاد أي فرضية".

يذكر أنه على الرغم من أن خطا الأنابيب الروسية، ليسا في الخدمة راهنًا نتيجة التوترات السياسية بين أوروبا وروسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا، إلا إنهما يحويان أصلًا على كمية من الغاز قبل وضعهما خارج الخدمة.

أنابيب من الفولاذ الألماني

ومن برلين، كشف مراسل "العربي" ماكسيم العيسى أن السلطات الدنماركية سارعت إلى إغلاق منطقة الشحن بالكامل، واتخذت إجراءات احترازية لمراقبة المنطقة تحسبًا لأي تداعيات.

ونقل العيسى أن الحكومة الألمانية أبدت استغرابها من هذه التسريبات، وكلفت مسؤولًا مختصًا لتقييم الوضع والذي قال بدوره إنه "لا يمكن استبعاد أبدًا فرضية أن التسريب تم بفعل فاعل".

كذلك، رجح بعض النواب في برلين وقوع هجوم واستهداف مباشر للأنابيب في بحر البلطيق، حيث قال البرلماني عن "حزب الخضر" الحاكم يورغن تريتين إن هذه الأنابيب "مصنوعة من الفولاذ الألماني الصلب ومن الصعب أن يكون هناك تسريب بدون أي تدخل خارجي".

لكن المراسل لفت في الوقت عينه أن كل الجهات الأوروبية لم توجه أي اتهامات مباشرة لأي جهة، إنما شددت على أنها ستباشر تحقيقاتها خلال الأيام المقبلة لكشف ملابسات هذه التسريبات.

تأثير توقف ضخ غاز "نورد ستريم"

وعن تأثير توقف ضخ الغاز بشكل كامل على القارة العجوز من الأنابيب الشمالية، يشرح العيسى أن الدول التي كانت مستفيدة من هذا الغاز، وعلى رأسها ألمانيا التي كانت تحصل على نسبة 55% من استهلاكها توجهت أساسًا نحو دول أخرى مثل النرويج التي زودتها بـ 38% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي.

وتابع أن ألمانيا عملت خلال الأشهر الفائتة على تخزين الغاز بنسبة لا تقل عن 91% في خزاناتها، ما سيعطيها اكتفاء أقله لغاية فصل الربيع المقبل، ويغنيها عن أزمة في إمدادات الغاز، بحسب السلطات الألمانية.

وعلى غرار ألمانيا، قامت معظم دول الاتحاد الأوروبي وفي طليعتها السويد والدنمارك باتخاذ إجراءات مشابهة لتجاوز هذا الشتاء، لا سيما وأن الغاز المتبقي أصلًا في أنابيب "نورد ستريم" لم يكن يتخطى نسبة 8%، بحسب مراسل "العربي" من برلين. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close