الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

قيمة معمارية وجمالية.. لماذا أصبح معرض "رشيد كرامي" على لائحة اليونسكو؟

قيمة معمارية وجمالية.. لماذا أصبح معرض "رشيد كرامي" على لائحة اليونسكو؟

شارك القصة

نافذة ضمن برنامج "صباح جديد" تلقي الضوء على معرض رشيد كرامي الدولي في لبنان (الصورة: غيتي)
لجأت لجنة التراث العالمي إلى اتباع إجراء عاجل لإدراج معرض رشيد كرامي "نظرًا إلى حالة صونه المثيرة للقلق، ونقص الموارد المالية اللازمة لصيانته".

وصف رئيس جمعية تراث "نيماير" في لبنان وسيم ناغي في حديث إلى "العربي"، إدراج معرض "رشيد كرامي" الدولي في مدينة طرابلس شمالي البلاد على قائمة اليونسكو بـ"الحدث التاريخي".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، قد قررت إدراج المعرض على قائمتها للتراث العالمي المهدد بالخطر، نظرًا لأهمية قيمته المعمارية والجمالية، حيث يعتبر مثالًا ناجحًا للاتجاهات المعمارية الحديثة في القرن العشرين.

ولفت ناغي رئيس الجمعية التراثية اللبنانية في حديثه لـ"العربي"، من طرابلس، إلى أن المعرض كان من المقرر منذ ستينيات القرن الماضي أن يكون أرض معارض دولية دائمة وليس معارض موسمية، على غرار معرض دمشق الدولي، ومعرض إزمير في تركيا.

ولجأت لجنة التراث العالمي إلى اتباع إجراء عاجل لإدراج هذا الموقع "نظرًا إلى حالة صونه المثيرة للقلق، ونقص الموارد المالية اللازمة لصيانته، والمخاطر الكامنة في مقترحات تطوير المجمَّع، التي قد تضر بسلامته" في بلد يعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.

"مليونا زائر"

وأوضح ناغي أن المعرض حمل بداية اسم "معرض لبنان الدولي الدائم في طرابلس"، ثم سمي لاحقًا بمعرض رشيد كرامي، رئيس الوزراء السابق الذي اغتيل عام 1987، بعبوة ناسفة تحت مقعده في مروحية عسكرية.

ولا يستخدم المعرض منذ سنوات عديدة إلا في بعض المناسبات، مثل "مهرجان طرابلس" السنوي على المسرح المفتوح، إضافة إلى بعض المعارض والأنشطة الاقتصادية المحلية.

ويمتد المعرض على مساحة 70 هكتارًا، ومن الممكن أن يتسع إلى نحو مليوني زائر سنويًا، ويرد ناغي فكرة إنشائه إلى محاولة لوضع مدينة طرابلس كعاصمة اقتصادية وسياحية على البحر المتوسط، لكن تعثر المشروع لستة عقود، إضافة إلى الحرب الأهلية التي امتدت من 1975 ولغاية 1990، منعت المعرض أن يلعب الدور الذي كان مقدرًا له، رغم اكتمال عدد كبير من منشآته.

المصمم البرازيلي

ويوضح ناغي أنه بعد وفاة مصمم المعرض المعماري البرازيلي الشهير أوسكار نيماير عام 2018 التفتت الجمعية إلى البعد الثقافي المعماري للمشروع، كون تصميمه يرتبط بالحداثة الهندسية التي نشأت في أوروبا والولايات المتحدة مطلع القرن العشرين.

ويشير إلى أنه وقع تكليف المعماري البرازيلي بالمشروع فور الانتهاء من تصاميم غالبية المعالم الحديثة في نيو برازيليا العاصمة الحديثة لبلاده.

ويخلص ناغي إلى أنّ تصنيف اليونسكو الجديد للمعرض له قيمة كبيرة جدًا في ظل الأزمة الاقتصادية التاريخية في لبنان، معتبرًا أن المعرض بات يحمل قيمة عالمية استثنائية وهو ما يخوله الحصول على هبات من جهات مانحة للحفاظ عليه وعودة احتضانه للأنشطة المختلفة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close