ذكر تقرير للأمم المتحدة اليوم الخميس أن القيود التي تفرضها كوريا الشمالية لمكافحة فيروس كورونا أدت إلى تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، مشيرًا إلى فرض قيود إضافية على الوصول إلى المعلومات، وتشديد أمن الحدود وتكثيف المراقبة الرقمية.
ويأتي التقرير، الذي أصدره مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في سول ومن المقرر تقديمه إلى الجمعية العامة في أكتوبر/ تشرين الأول، في الوقت الذي تقول فيه جماعات حقوقية: إن "العديد من الحكومات الاستبدادية حول العالم استغلت أزمة فيروس كورونا لتشديد قبضتها وقمع المعارضين".
وأفاد التقرير، الذي استند إلى مقابلات مع منشقين ومعلومات من وكالات الأمم المتحدة الأخرى أن إغلاق كوريا الشمالية للحدود في أوائل عام 2020 زاد من القيود على الوصول إلى المعلومات من الخارج.
وذكر التقرير أن السلطات عززت وجود الجيش والأسيجة والكاميرات وأجهزة المراقبة على امتداد الحدود.
كما أشار التقرير إلى أن هذه الإجراءات جعلت دخول مصادر المعلومات إلى كوريا الشمالية أكثر صعوبة، خاصة عن طريق تهريب بطاقات وشرائح الذاكرة الإلكترونية.
ورفضت بيونغيانغ مرارًا الاتهامات بارتكاب انتهاكات حقوقية، وانتقدت تحقيقات الأمم المتحدة بشأن وضعها ووصفتها بأنها مخطط تدعمه الولايات المتحدة للتدخل في شؤونها الداخلية.
تسجيل 4 إصابات جديدة بـ"الحمى" في كوريا الشمالية
وبعد أسبوعين على إعلان "انتصارها الكبير" على كوفيد-19، أعلنت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، أن أربع إصابات جديدة "بالحمى" سجلت على أراضيها، مشيرة إلى أنها تشتبه بارتباطها بـ"الوباء الخبيث".
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن أربع إصابات جديدة بالحمى سجلت في أغسطس/ آب في مقاطعة ريانغانع على الحدود مع الصين، مستندة في معلوماتها على بيانات من السلطات الصحية.
وأضافت: أنه "تم عزل المنطقة التي ظهرت فيها الإصابات الأربع بالحمى على الفور وفي الوقت نفسه حشدت (السلطات) بسرعة فرق الأوبئة المتنقلة وفرق التشخيص والعلاج السريع".
وتابعت: أن السلطات العامة "تتخذ أيضًا إجراءات للتحقيق في مصدر هذه البؤرة الوبائية".
وتتحدث كوريا الشمالية عن "مصابين بالحمى" بدلًا من مرضى كوفيد ربما بسبب نقص وسائل إجراء الاختبارات.
وأعلنت الدولة المعزولة الانتصار على كوفيد-19، وخففت بعض القيود هذا الشهر، ومنها إلزام وضع الكمامات باستثناء المناطق الحدودية، وذلك بعد الإعلان عن رصد أول تفش بها على الإطلاق في مايو/ أيار الماضي.
وفي مايو، أكد النظام المعزول الذي فرض إغلاقًا صارمًا لحدود البلاد منذ بداية الوباء، وجود متحورة أوميكرون في العاصمة بيونغ يانغ.
وسجلت البلاد حوالي 4,8 ملايين "إصابة بالحمى" منذ نهاية أبريل/ نيسان بينها 74 وفاة فقط بمعدل وفيات بلغ رسميًا 0,002%، حسب وسائل الإعلام الحكومية.
ويقول خبراء: إن كوريا الشمالية تملك أحد أسوأ أنظمة الرعاية الصحية في العالم مع افتقار مستشفياتها للتجهيزات ومحدودية غرف العناية المركزة، كما تعاني البلاد من انعدام لقاحات كوفيد-19.