في ثاني أيام الهجوم الروسي على أوكرانيا، فقد الجندي فلاديسلاف تكاتشينكو (23 عامًا) ساقه اليسرى عقب انفجار قذيفة مدفعية أدت أيضًا لتمزّق فخذه الأيمن، تاركة ندبات حمراء داكنة.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن الأطباء الأوكرانيين يخشون من ارتفاع عمليات بتر الأطراف مع سعي القوات الأوكرانية لاستعادة الأراضي، واشتداد المعارك في الشرق، مضيفة أن تلك المخاوف أثمرت جهودا دولية لدعم إمداد أوكرانيا بالأطراف الصناعية.
وأبدى ناراندر باراشار، وهو صاحب شركة للأطراف الصناعية في كييف، قلقه بهذا الشأن، قائلًا: إنّ "هناك بالفعل المئات (من العمليات) والأرقام مخيفة"، في إشارة إلى عدد الجنود الأوكرانيين الذين فقدوا أطرافهم. وقال: "نحن على وشك أن نفقد الكثير من الأرواح والأطراف".
واكتسب الأوكرانيون خبرة في علم وفنون الأطراف الصناعية بعد احتلال روسيا لجزيرة القرم عام 2014، مع تضاعف إصابات الحرب.
لكن إنتاج الأطراف الصناعية، وهو مسعى معقّد وعالي التقنية، يبقى مكلفًا، حيث كافحت الحكومة الأوكرانية لمواكبة تلك التكاليف العالية. ونتيجة لذلك، أفلست بعض الشركات المصنّعة للأطراف الاصطناعية في أوكرانيا، بينما لا يزال آخرون مثل شركة باراشار ينتظرون الدفع.
ومع ذلك، قال باراشار إن مصنعه يعمل على توسيع الإنتاج في كييف، والانتقال إلى نوبات عمل مزدوجة ومتواصلة أحيانًا، في وقت يساعد فيه المتطوعون الدوليون في سد الفجوة.
وأسّست أنتونينا كومكا، وهي كندية مولودة في أوكرانيا، مشروعًا للمساعدة في توفير الأطراف الاصطناعية في أوكرانيا بعد بدء الصراع عام 2014. وبدعم من مؤسسة "بروسثيتكا" الخيرية الأميركية، تعمل على ربط الأطباء الأوكرانيين عبر الفيديو مع متخصصين من جميع أنحاء العالم. كما أنها تشجّع الشركات المصنعة للأطراف الاصطناعية في الخارج على التبرع لصالح أوكرانيا.
وقالت كومكا: "لا نريد تمويلًا لإرسال المرضى إلى الخارج؛ نحن بحاجة إليهم للتبرّع بالمكونات. ويمكن للمتخصّصين في أوكرانيا العمل على ذلك هنا. إنها تكلّف أقلّ وهي أفضل للمريض".
وفي هذا السياق، قال تكاتشينكو إن نوع مفصل الركبة "لا يهم ما دام سيُساعده في تحقيق هدفه، وهو العودة إلى إخوتي والقتال".