أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، أنّه مستعدّ لإجراء مفاوضات مع كييف على أساس المحادثات التي عُقدت في ربيع العام 2022، إذا طلبت أوكرانيا ذلك.
كما أعلن بوتين "دعم" المرشّحة الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس، غداة اتهامات واشنطن لموسكو بالتدخّل في الانتخابات، الأمر الذي نفته الأخيرة.
وكانت موسكو استبعدت أي نقاش مع كييف، على خلفية الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الذي بدأ في أغسطس/ آب الماضي.
وخلال جلسة حوار في إطار منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في شرق روسيا، قال بوتين: "هل نحن مستعدّون للتفاوض معهم؟ لم نرفض ذلك أبدًا".
وأضاف أنّه "إذا ظهرت رغبة في التفاوض (لدى أوكرانيا)، لن نرفض"، مؤكدًا في الوقت ذاته أنّ هذه المحادثات "لن تتم بناء على بعض المطالب العابرة، ولكن يجب أن تستند إلى الوثائق التي تم الاتفاق عليها وتوقيعها في اسطنبول" ربيع العام 2022.
وقال الرئيس الروسي: "تمكنّا من التوصل إلى اتفاق، هذا هو الهدف، ويشهد على ذلك توقيع رئيس الوفد الأوكراني هذه الوثيقة، ما يعني أن الجانب الأوكراني كان راضيًا بشكل عام عن الاتفاقات التي تم التوصّل إليها".
الهدف الميداني لروسيا في أوكرانيا
وأضاف: "لم يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ فقط، لأنّه صدر أمر بعدم القيام بذلك، لأنّ النخب في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، أرادت إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا".
ميدانيًا، قال الرئيس الروسي إنّ "الهدف الرئيسي" لروسيا هو السيطرة على منطقة دونباس الأوكرانية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الجيش الروسي يدفع القوات الأوكرانية إلى التراجع من منطقة كورسك.
ولفت إلى أن "هدف العدو (من مهاجمة منطقة كورسك الروسية) كان إثارة التوتر لدينا وجعلنا مضطرّين لإعادة نشر قواتنا من منطقة إلى أخرى ووقف هجومنا في المناطق الرئيسية، خصوصًا في دونباس التي يمثّل تحريرها أولويتنا".
وقال بوتين إن دخول أوكرانيا إلى كورسك جعل تقدم موسكو في شرق أوكرانيا أسرع موضحًا: "أضعف العدو نفسه في مناطق رئيسية، فيما سرّع جيشنا عملياته الهجومية".
وأشار بوتين إلى أن موسكو بدأت دحر القوات الأوكرانية من المنطقة الحدودية حيث سيطرت على بعض البلدات والقرى.
دعم هاريس
من ناحية أخرى، قال بوتين إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن "أوصى ناخبيه بدعم هاريس، لذا سندعمها أيضًا".
وأضاف: "لديها ضحكة معبّرة ومُعدية تظهر أنّها في وضع جيد".
وإذ أشار الرئيس الروسي إلى أنّ المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب فرض العديد من "القيود والعقوبات" على روسيا، قال: "ربما تمتنع كامالا هاريس عن القيام بأشياء مماثلة".
واتُهمت روسيا بتنفيذ عمليات تأثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي لصالح ترمب خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
عقوبات أميركية
والأربعاء، وجّهت وزارة العدل الأميركية اتهامات بغسل الأموال إلى اثنين من موظفي وسيلة الإعلام الروسية "آر تي"، في إطار مخطط يهدف لاستئجار شركة أميركية لإنتاج محتوى يؤثر على الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وردًا على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" الرسمية، إنّ موسكو ستتّخذ إجراءات تستهدف وسائل الإعلام الأميركية.
ولم تتحدّث السلطات الأميركية عمّا إذا كانت هذه التدخلات المفترضة تأتي لصالح المعسكر الجمهوري أو الديموقراطي.
واكتفى وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند بالإشارة إلى أنّه بحسب التحليل الذي أجرته أجهزة الاستخبارات، فإنّ "تفضيلات روسيا لم تتغيّر مقارنة بالانتخابات الأخيرة"، في ما يعدّ إشارة إلى أنّ موسكو تدفع باتجاه التدخّل لصالح ترمب.
وقبل انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي لصالح هاريس، قال بوتين إنّه يفضّل الرئيس الحالي على سلفه ترمب.
ويتهم الديمقراطيون ترمب بأنّه معجب ببوتين.