اكتشف العلماء دليلًا على وجود كميات هائلة من المياه ربما تكون محاصرة في أعماق قشرة كوكب المريخ، مما أثار تساؤلات جديدة بشأن إمكانية وجود حياة على الكوكب الأحمر.
ورجّح الباحثون أن يكون "الخزان الكبير" من الماء السائل تحت سطح المريخ، يكفي لملء محيطات على سطح الكوكب، وفق شبكة "سي إن إن" الأميركية.
كميات هائلة من المياه
في التفاصيل، يقول العلماء إنه قبل أكثر من 3 مليارات سنة لم يكن سطح المريخ يحتوي على بحيرات وأنهار فحسب، بل على محيطات أيضًا.
ومع ذلك، عندما فقد الكوكب غلافه الجوي، اختفت هذه الأجسام المائية وأصبح كل ما هو مرئي اليوم عبارة عن جليد من التربة الصقيعية عند قطبي الكوكب.
وبينما يُعتقد أن بعض المياه قد ضاعت في الفضاء، اقترحت الأبحاث أن بعض الكميات من المياه ربما تكون قد اندمجت في المعادن، أو دفنت على شكل جليد، أو حتى توجد في شكلها السائل في أعماق قشرة الكوكب.
والآن يقول العلماء إن حساباتهم تشير إلى وجود كميات هائلة من المياه السائلة محاصرة داخل الصخور، على عمق نحو 11.5 إلى 20 كيلومترًا تحت سطح المريخ.
عن هذا الموضوع يوضح الدكتور فاشان رايت، أحد المشاركين في الدراسة من معهد "سكريبس" لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "تقديرنا أن هناك مياه سائلة أكبر من أحجام المياه التي كان يعتقد أنها تملأ محيطات المريخ القديمة المحتملة".
مياه سائلة تحت سطح المريخ
وأجرى العلماء حساباتهم استنادًا إلى بيانات الجاذبية للمريخ والقياسات التي سجلتها مركبة الهبوط "إنسايت" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا".
ويضيف رايت أن القشرة الوسطى التي تصدّعت صخورها وامتلأت بالمياه السائلة هي أفضل تفسير لكل البيانات الزلزالية والجاذبية التي سجلتها "إنسايت"، مضيفًا أنه إذا "كانت القياسات في موقع هبوط المركبة يمكن مقارنتها بالكوكب بأكمله، فإن كمية المياه المحاصرة في شقوق الصخور ستملأ محيطًا بعمق 1-2 كيلومتر على المريخ".
ويردف: "على الأرض، تسللت المياه الجوفية من السطح، ونتوقع أن يكون الأمر ذاته قد حدث على المريخ.. لا بد أن التسلل حدث خلال وقت كانت فيه القشرة العلوية أكثر دفئًا مما هي عليه اليوم".
ورغم أن النتائج لا تستبعد احتمال أن تكون بعض كميات المياه قد تناثرت في الفضاء أو احتجزت في المعادن، إلا أن رايت يقول إن دراستهم الأخيرة سمحت للعلماء بإعادة تقييم المساهمات النسبية لهذه الآليات المختلفة في فقدان المياه السطحية المريخية في الماضي.
هل هذا دليل حياة على المريخ؟
يلفت رايت إلى أن وجود الماء لا يعني وجود حياة، ولكن مما لا شك فيه هو أن الماء عنصر مهم للحياة.
وتابع: "نحن نعلم أن الحياة يمكن أن توجد في باطن الأرض العميق، حيث يوجد الماء. وتحتوي القشرة الوسطى للمريخ على الأقل على عنصر أساسي واحد لصلاحية السكن والحياة كما نعرفها".
بدورها، ترى بيثاني إهلمان أستاذة علوم الكواكب في معهد كيك لدراسات الفضاء، والتي لم تشارك في العمل، أنه من الضروري الآن إجراء قياس نهائي يوضح ما إذا كان هناك ماء سائل عميق على المريخ أم لا، ومن أين يأتي في حال تأكيد ذلك.
وتضيف: "على الأرض، حيث يوجد ماء سائل، توجد حياة، لذا إذا كانت طبقات المياه الجوفية السائلة موجودة على المريخ الآن، فهي هدف رئيسي في البحث عن الحياة".
أما جون ويد من جامعة أكسفورد، فيؤكد لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أنه لن يفاجأ بحال إثبات وجود حياة على المريخ، ويقول: "في وقت مبكر من تاريخه، كان المريخ مناسبًا للحياة البسيطة مثل الأرض، إن لم يكن أكثر من ذلك".