يشهد هذا العام طفرة على صعيد مخصّصات كندا الموجهة لتطوير قطاع الطاقة، فقد رصدت أوتاوا 26 مليار دولار لهذا الغرض، بزيادة نسبتها 22% على أساس سنوي، بهدف تعزيز إنتاج البلاد من النفط البالغ 5 ملايين وربع المليون برميل يوميًا.
وترى أوتاوا، اللاعب النفطي البارز والمستقل عن ضغوطات تحالف "أوبك +"، نفسها خير بديل لإمدادات الخام الروسي التي تعذر وصولها للسوق الأميركية، بعيد فرض واشنطن عقوبات على قطاع الطاقة في موسكو.
رغم محاولات الغرب لعزل #روسيا عن العالم.. الحرب تُظهر حلفاء وزعماء مقربين لـ #موسكو#أوكرانيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية pic.twitter.com/NJi3zoXAls
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 26, 2022
وستُسر الولايات المتحدة، التي فقدت 8% من وارداتها النفطية نتيجة العقوبات التي فرضتها على روسيا، بتوجهات كندا، حيث تتوقع شركة "سنكور إنرجي" الكندية زيادة إنتاج بلادها بواقع 200 ألف برميل يوميًا في وقت قريب.
بدورها، شرعت نظيرتها ومواطنتها "دلتا ستريم إنرجي" بالفعل في التخطيط لحفر المزيد من الآبار الجديدة، لمساعدة واشنطن على تغطية المفقود من الخام الروسي، ليواصل أكبر اقتصاد في العالم إدامة عجلة دورانه.
مشروع خطوط الأنابيب
إلى ذلك، يُعد إحياء مشروع خطوط الأنابيب، التي تنقل الخام من مقاطعة ألبيرتا نحو الجنوب خطوة مهمة؛ يفضي تنفيذها إلى تعزيز صادرات النفط الكندية للولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قرر تجميد هذا المشروع فور وصوله للسلطة لغايات بيئية وليست سياسية، غير أن التطورات المصاحبة للهجوم الروسي على أوكرانيا قد تدفعه إلى التراجع عن قراره السابق، ورفع الحظر عن هذا المشروع الذي تراهن عليه كثيرًا المقاطعة الكندية الغنية بموارد الطاقة.
يُذكر أنه فيما تجد واشنطن سريعًا بدائل عن النفط الروسي، إلا أن حلفاءها الأوروبيين سيعانون طويلًا قبل الوصول إلى هذه المرحلة، الأمر الذي سيعمّق الفجوة بين طرفي شمال محيط الأطلسي ذات الأبعاد الاقتصادية والإستراتيجية.