كيف أثر التلوث الناجم عن المصانع على أهالي قابس التونسية؟
يعاني أهالي مناطق بمحافظة قابس التونسية منذ أكثر من 40 عامًا من مشكلات التلوث الناتج عن تسرب الغازات السامة للوحدات الكيميائة المتمركزة في المنطقة.
ويسبب التلوث الذي يفرزه المجمع الصناعي بحسب السكان أمراضًا سرطانية وأخرى جلدية وتنفسية، وحالات وفاة فضلًا عن حالات الإجهاض أو أخرى متعلقة بالعقم.
ولا يمر شهر إلا وتشهد منطقة بنغوش، حالة وفاة جراء مخلفات التلوث، إضافة إلى رصد حالات مرضية نادرة.
خطوات حكومية
وفي هذا الإطار، قال يوسف الزيدي مدير البيئة الصناعية في وزارة البيئة التونسية، لـ "العربي": إن قابس تضم صناعات ثقيلة منذ عام 1970، مما ساهم في الضغط البيئي والإيكولوجي على هذه المنطقة ما أثر على المردود السياحي والفلاحي فيها.
وأضاف الزيدي، من تونس، أنه جرى الشروع منذ سنوات في البحث عن الحلول الجذرية لكل أشكال التلوث عبر إرساء منظومة قانونية تنظم العمل والنشاط الملوث، وتحديد المواصفات، التي يجب احترامها، مع تشخيص الوضع الصحي في المنطقة.
وأوضح أنه عبر دراسات جرى إثبات كل أشكال التلوث، ومطالبة الشركات بالالتزام بهذه الشروط، كما جرى معاقبة أخرى لكي يتم التأهيل البيئي لهذه الوحدات الصناعية.
ولفت المتحدث إلى أن الدولة شرعت في مشروع كبير لنقل هذه الوحدات بعيدًا عن السكان، إلا أنه ووجه برفض مجتمعي لبعض المواقع التي جرى اختيارها إلى حين تحديد المكان المناسب.