الخميس 21 نوفمبر / November 2024

كيف اختفت الأدلة على وجود حياة قديمة على سطح المريخ؟

كيف اختفت الأدلة على وجود حياة قديمة على سطح المريخ؟

شارك القصة

المركبة الفضائية الأميركية "كريوزيتي" (تويتر)
المركبة الفضائية الأميركية "كريوزيتي" (تويتر)
قارن العلماء العينات المأخوذة من منطقتين على بعد 400 متر تقريبًا من بعضهما البعض، باستخدام أداة لتحديد "انحراف الكيمياء والمعادن بالأشعة السينية".

كشف فريق من العلماء التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن الأدلة على وجود حياة قديمة على سطح كوكب المريخ قد "تم محوها"، وذلك بعد أن اكتشفت المركبة الفضائية الأميركية "كريوزيتي"، أن أجزاءً من السجل الصخري للكوكب الأحمر "قد أزيلت".

ويحتوي المريخ على عدد هائل من الصخور والمعادن القديمة مقارنة بالأرض؛ ومن أجل محاولة جمع المزيد من المعلومات حول تاريخ الكوكب، أرسل العلماء Curiosity  إلى "فوهة غيل".

وأثناء التحقيق في الصخور الرسوبية الغنية بالطين حول موقع هبوطها في Gale Crater، وهي بحيرة تكونت عندما ضرب كويكب المريخ، منذ ما يقرب من 3.6 مليار سن، اصطدمت Curiosity Rover بالطين.

وباستخدام أداة لتحديد "انحراف الكيمياء والمعادن بالأشعة السينية" قارن العلماء العينات المأخوذة من منطقتين على بعد 400 متر تقريبًا من بعضهما البعض.

اختفاء السجل الصخري

وكانت الصدمة عند اكتشاف أن نصف المعادن التي توقعوا العثور عليها في منطقة واحدة، "مفقودة"، وحلّت مكانها أحجار غنية بأكاسيد الحديد التي تعطي المريخ لوناً أحمر.

ومن المحتمل أن تكون المياه المالحة التي تمت تصفيتها من خلال طبقات الرواسب المتراكبة هي السبب في اختفاء السجل الصخري.

كما قد تكون المياه المالحة قد نشأت من البحيرات التي كانت موجودة عندما كان المريخ أكثر جفافًا، على عكس بحيرات المياه العذبة التي كانت موجودة عندما تشكلت أحجار الطين.

وحول هذا الأمر، قال الباحث الرئيسي في وكالة ناسا، توم بريستو: "كنا نعتقد أنه بمجرد تشكل هذه الطبقات من المعادن الطينية في قاع فوهة غيل، فإنها تبقى على هذا النحو وتحافظ على وضعها الذي تشكلت عليه منذ مليارات السنين. لكن المحاليل الملحية في وقت لاحق حطمت هذه المعادن الطينية أو ما يطلق عليه اسم معادن الصلصال".

ويعتقد العلماء أن هذه النتائج تكشف عن تغير المناخ على كوكب المريخ، والتي تثبت أنها تحدث منذ دهور.

وكانت "ناسا" تعتقد أنه قبل أن تجف بحيرات " فوهة غيل"، تحركت المياه الجوفية تحت السطح، مما أدى إلى إذابة وإخفاء المواد الكيميائية التي يمكن للعلماء دراستها.

وبعد ترسب هذه المعادن، تغير الحجر الطيني بسبب التفاعلات معها في عملية تُعرف باسم "التعرق"، والتي تعقد أو تمحو قدرة العلماء على فهم تاريخ التربة السابق.

ومع ذلك، فإن هذا أيضًا يخلق تجربة علمية يمكن اكتشافها تحت سطح الكوكب ويمكن أن تدعم نظرية وجود الحياة الميكروبية على المريخ، والمعروفة على الأرض باسم "الغلاف الحيوي العميق".

ورأى جون غروتزينغر، الباحث المشارك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن هذه الأماكن "ممتازة للبحث عن دليل على الحياة القديمة وقياس القابلية للسكن؛ وعلى الرغم من أن تغير الصخور الرسوبية قد يمحو علامات الحياة الأصلية، إلا أنه يخلق تدرجات كيميائية لازمة لتوفير بنية لوجود الحياة تحت السطح".

وأوضح العلماء أنهم محظوظون لأنهم تمكنوا من العثور على أحجار طينية قريبة جدًا من بعضها البعض، حيث يمكنهم استخدام علم التعدين لمعرفة أي جزء من صخرة المريخ سوف يمهد الطريق للوصول إلى دليل عن الحياة الفضائية.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close