أظهرت دراسة نشرت في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences أن هناك علاقة سببية مباشرة بين الضغوطات الاقتصادية والمهنية والصحية والأسرية من جهة، وشيخوخة جهاز المناعة من جهة أخرى.
وتظهر الدراسة أنه كلما عانى الإنسان من الإجهاد الاجتماعي، كلما قلّت الخلايا الجديدة التي تكافح الأمراض، ووجدت في جسمه نسب أعلى من الخلايا التائية (T-CELLS) المهترئة.
وتُعد الخلايا التائية من أهم دفاعات الجسم، ولها العديد من الوظائف الرئيسية، ويمكن لهذه الخلايا القاتلة أن تقضي على الخلايا المصابة بالفيروس والخلايا السرطانية مباشرة، كما أنها تساعد في التخلص من خلايا "الزومبي" أي المهترئة التي لا تنقسم، لكنها ترفض الموت.
وتشكل الخلايا الهرمة مشكلة لأنها تطلق مجموعة متنوعة من البروتينات التي تؤثر على الأنسجة من حولها، وثبت أن هذه الخلايا تساعد في حدوث الالتهابات المزمنة، ومع تراكم المزيد منها في الجسم تعزز تلك الخلايا الحالات المتعقلة بالشيخوخة مثل هشاشة العظام ومرض الانسداد الرئوي المزمن والزهايمر.
تأثير "ضغوطات الحياة على جهاز المناعة"
وفي هذا الإطار، يوضح الاختصاصي في الصحة العامة زهير بلوق أن جسد الإنسان يتعرض لضغوطات متعددة في حياته منذ ولادته حتى وفاته، مشيرًا إلى أن هرمون الكورتيزون تتغير نسبته في جسم الإنسان حسب نوعية الضغوطات التي يتعرض لها، وكلما زادت الضغوطات ارتفعت نسبة هذا الهرمون أكثر، مما يؤثر على الخلايا التائية المسؤولة عن محاربة الأجسام الغريبة التي تدخل جسد الإنسان.
ويشرح في حديث لـ"العربي" كيفية عمل الخلايا التائية من خلال هجومها على الأجسام الغريبة وتكوين مضادات لها، لتتحول بعد ذلك إلى عنصر مدافع عن الجسم في حال أصيب الإنسان بهذا الجسم الغريب مرة أخرى، مبينًا أن ارتفاع الكورتيزون يضعف عمل الخلايا التائية.
ويذكر الاختصاصي في الصحة العامة زهير بلوق أن الخلايا التائية مسؤولة عن مواجهة الأمراض التي قد تصيب الإنسان كالأمراض السرطانية والمزمنة.
وينصح بضرورة اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، من أجل مواجهة ضغوطات الحياة وتحفيز الهرمونات الدماغية التي تساعد في تغيير مزاج الإنسان نحو الأفضل، كما أكد أن النوم يعد من الممارسات الحياتية اليومية التي تحارب ضغوط الحياة.