الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

كيف ستؤثر نتائج الانتخابات الفرنسية على ميزان القوى في أوروبا؟

كيف ستؤثر نتائج الانتخابات الفرنسية على ميزان القوى في أوروبا؟

شارك القصة

فقرة تستعرض أجواء المناظرة بين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون (الصورة: غيتي)
قد يبعث فوز مارين لوبان صدمة عند الغرب مما يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصرًا كبيرًا في حملته لإعادة تشكيل ميزان القوى في أوروبا.

عندما تواجه الرئيس إيمانويل ماكرون ومارين لوبان في نقاش ساخن هذا الأسبوع قبل انتخابات يوم الأحد، لم يكن الملايين من مشاهدي التلفزيون في فرنسا يراقبون عن كثب فقط.

كان حوالي 450 مليون مواطن من الاتحاد الأوروبي وحكومات من واشنطن إلى كييف يراقبون ما يجري في فرنسا، حيث يمكن أن تكون لهذه الانتخابات تداعيات عدة.

بين لوبان وماكرون

وفي محاولتها الثالثة للوصول إلى السلطة، لم تكن لوبان القومية اليمينية المتطرفة أقرب إلى أن تصبح أول امرأة تدخل قصر الإليزيه، المقر الرسمي للرؤساء الفرنسيين منذ عام 1848.

إنها نتيجة بدت غير واردة حتى وقت قريب وستبعث صدمة عند الغرب، مما يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصرًا كبيرًا في حملته لإعادة تشكيل ميزان القوى في أوروبا، حتى في الوقت الذي يكافح فيه عسكريًا على الأرض في أوكرانيا.

أمّا ماكرون، الذي يسعى لولايته الثانية، فهو مصرفي سابق ووسطي ليبرالي انطلق إلى الساحة العالمية قبل خمس سنوات بحزب سياسي جديد. ووصل إلى السلطة بطموحات كبيرة وهمّش القوى التقليدية، وسعى إلى وضع باريس على رأس قيادة أوروبا في التحالف الغربي، لكن فترة ولايته كانت محفوفة بالنقد المحلي وشهدت انتشار فيروس كوفيد وحربا كبرى في قارة أوكرانيا.

وبحسب شبكة "أن بي سي نيوز" قد يكون ماكرون متقدمًا في استطلاعات الرأي، لكن أسلوبه التكنوقراطي المنعزل بعيد كل البعد عن الشعبية العالمية.

تغير مكانة فرنسا

وتهدف لوبان، القومية الشرسة، إلى تغيير مكانة فرنسا بشكل كبير في أسرة الدول الأوروبية من خلال إنهاء قيادتها العليا في حلف شمال الأطلسي، وتقليل المدفوعات والاحترام القانوني للاتحاد الأوروبي، وتقييد وصول غير الفرنسيين إلى المزايا الاجتماعية، والدعوة إلى التطرف المتقارب مع بوتين.

ومع وصول الحملة إلى نهايتها، يوازن المحللون والدبلوماسيون بقلق ما يمكن أن تعنيه النتيجة بالنسبة للحرب في أوكرانيا ومستقبل حلف شمال الأطلسي.

التحالف الغربي ضد بوتين

ومع احتدام الحرب في شرق أوكرانيا، يتعين على أوروبا التفكير في ما لا يمكن تصوره: زعيم مؤيد لبوتين لدولة أوروبية كبرى يخشى الخبراء أنه قد يضعف التحالف الغربي.

وكانت مناظرة يوم الأربعاء لحظة بارزة عندما سلّط ماكرون الضوء على روابط لوبان بروسيا وإعجابها ببوتين. فعام 2014، حصل حزبها على قرض بقيمة 9 ملايين يورو من البنك الروسي التشيكي، الذي يُزعم أن له صلات بالكرملين.

الدور القيادي في الناتو

وفي تناقض صارخ مع أوراق اعتماد مؤسسة ماكرون، فإن الهدف الرئيسي لسياسة لوبان الخارجية هو إخراج فرنسا من القيادة الإستراتيجية المتكاملة لحلف شمال الأطلسي، وهو الوعد الذي طال انتظاره والذي سينهي الدور القيادي الكبير للبلاد داخل الحلف. فقد فعل شارل ديغول هذا عام 1966، واستغرق الأمر حتى عام 2009 حتى تنضم فرنسا مرة أخرى.

وستظل فرنسا ملزمة بالمادة 5 من الناتو، والتي تضمن ردًا عسكريًا مشتركًا في حالة تعرض أي عضو للهجوم.

ولأن فرنسا ستحتفظ بحق النقض ضد أعضاء جدد في الناتو، فإن باريس المتشككة الجديدة والصديقة لموسكو يمكن أن تحبط طموحات السويد وفنلندا المطروحة للانضمام.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close