Skip to main content

كيف غيرت مأساة فيلم "راست" طريقة تعامل هوليوود مع الأسلحة النارية؟

السبت 13 يوليو 2024
بالدوين خلال إحدى جلسات محاكمته - غيتي

بدأت هوليوود بتنظيم دورات تدريبية على حسن استخدام السلاح في السينما، بقيادة الخبير داتش ميريك، وخضع لتلك الدورات مئات العاملين في هذا القطاع لتفادي تكرار المأساة التي وقعت في حادثة إطلاق النار القاتلة على يد الممثل أليك بالدوين خلال تصوير فيلم "راست".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، صوّب بالدوين مسدسًا كان يُفترض أنه يحتوي على ذخيرة خلبية، لكنّ رصاصة حيّة خرجت منه، وتسبّبت بمقتل المصوّرة السينمائية هالينا هاتشينز، خلال تصوير العمل السينمائي. 

وأدت المأساة إلى توقف التصوير أثناء إجراء الشرطة عمليات تفتيش في الموقع، قبل أن يستأنف التصوير لاحقًا، وسط استمرار محاكمة بالدوين بتهمة القتل غير العمد. لكن جلسة أمس الجمعة، ألغيت بسبب خلل إجرائي، لأن النيابة العامة لم تسلّم فريق الدفاع الرصاصات المرتبطة بالملف.

"من سيصحح الأمر؟"

خلال إحدى الحصص التدريبية في استوديو بالقرب من لوس أنجلوس، قاطع  الخبير ميريك المتدربين فيما يجرون بروفة تصوير لقطة مقربة لمسدس مطاطي يحمله أحد الممثلين.

ويلاحظ خبير الأسلحة الخمسيني أن الشخص الذي كان يحمل السلاح خلال البروفة "كان يصوّبه مباشرة نحو فريق التصوير، وهذا بالضبط ما حصل في موقع تصوير فيلم راست"، ويضيف المدرّب "من سيصحح الأمر ويتحدث عنه، إذ رأى هذا الوضع؟".

ولا يزال القسم الأكبر من المئات الذين دربهم ميريك منذ حادث "راست" متأثرين بهذه المأساة. وتقول فيرجينيا برازيير، وهي مديرة إنتاج، إن حادثة "راست" زادت الوعي لديها.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، تضيف برازيير التي تتولى مهمة توظيف أعضاء أطقم التصوير، ومنهم مسؤولو الأكسسوارات والأسلحة: "أودّ أن أعرف الأسئلة التي ينبغي طرحها للتمكن من اختيار الأنسب منهم، بهدف تأمين السلامة".

وخلال حصته التدريبية، يتحدث ميريك عن "نقص الموازنة" في فيلم "راست"، ويشرح جوانب الإهمال الإنتاجية المتعددة التي أدت إلى هذا الحادث.

ويعلّم ميريك طلابه أيضًا التعرّف على الرأس المخدّد للرصاصة الخلّبية، ومراعاة ثلاث "قواعد ذهبية": توجيه السلاح في اتجاه آمن، وعدم وضع الإصبع على الزناد قبل الاستعداد لإطلاق النار، والتعامل مع السلاح دائمًا كما لو أنه محمّل".

خيارات أقل تطرفًا

ولهذه القواعد أهمية فائقة لقطاع بات يشهد توترًا كبيرًا وفقًا لراين تايلور، الذي يعمل مساعد مخرج. وهذا التوتر تتسم به "معظم فرق العمل" في مواقع التصوير، و"يرغب كثر من أعضاء هذه الفرق في التحقق من الأكسسوارات المستخدمة".

وصدرت على إثر مأساة "راست" دعوات لحظر الأسلحة النارية في مواقع التصوير. لكن هوليوود فضلت خيارات أقل تطرفًا، ففي الأشهر الأخيرة، عُدلت للمرة الأولى منذ عشرين عامًا التوجيهات التي تحكم استخدام الأسلحة في مواقع التصوير، ومن أبرز القواعد التي اعتُمِدت أن مشرفًا على الأسلحة هو وحده المؤهل لتسليم سلاح إلى ممثل.

وفي فيلم "راست"، كان مساعد المخرج هو من سلّم أليك بالدوين المسدس، مؤكدًا له أنه آمِن، بحسب الادعاء.

وستطلب سلطات كاليفورنيا أيضًا من الإنتاجات الحاصلة على إعفاء ضريبي في الولاية تعيين مستشار أمني، وهو إجراء اختباري سيتم تطبيقه بين عامَي 2025 و2030. غير أن الجهات المنتجة لبعض الأعمال قررت التخلي كليًا عن استخدام الأسلحة النارية الحقيقية.

فعلى سبيل المثال، تكتفي مسلسلات على غرار "ووكر" Walker أو "ذي روكي: لوس أنجلوس كوب" The Rookie: Los Angeles Cop، باستخدام أسلحة ضغط الهواء أو تلك المطاطية.

لا أسلحة بعد اليوم

كذلك أصدر نجم أفلام الحركة دواين جونسون ("ذي روك") قرارًا مفاده بأن شركته الإنتاجية، لن تستخدم أسلحة حقيقية بعد اليوم. فبدلًا من أن يكون وميض الطلقات ناجمًا عن رصاصات خلّبية، تتم محاكاته بواسطة المؤثرات الخاصة.

ويرى ميريك أن "رد الفعل كان  مبالغًا فيه جدًا، وهو ما لم يكن ضروريًا"، كما يعتبر الرجل الذي يملك خبرة 30 عامًا في مجال الإشراف على الأسلحة في الأفلام، أن الأسلحة الحقيقية تبقى ضرورية لكي تكون مشاهد الحركة واقعية. فعلى سبيل المثال، من المستحيل على الممثل محاكاة ارتداد المسدس إذا كان مصنوعًا من المطاط.

وأضاف أن أسلحة ضغط الهواء تستخدم أيضًا غازًا قابلًا للاشتعال وينطوي تاليًا على خطر، و"توفر إحساسًا زائفًا بالأمان. إذا تم تحميلها عن طريق الخطأ، يمكنها نظريًا قتل شخص ما".

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة