خطر المتحرشين جنسيًا بالأطفال، أو "البيدوفيل"، قد يكون جاثمًا في أي مكان وزمان وإن لم يظهر للعيان. وكثيرا ما تتم تعرية هويات هؤلاء المنتهكين بعد ضبطهم متلبسين.
وبينما تقول منظمة الصحة العالمية إن الأكثر عرضة بين الأطفال للتحرش الجنسي هم بعمر 3 و5 سنوات، يعزو الاختصاصي في علم النفس ربيع حوراني الأمر إلى ضعف الأطفال في مثل هذه السن.
وحوراني الذي يشرح عبر برنامج "صباح النور" على شاشة "العربي"، التحرش الجنسي بالأطفال على أنه "كل اتصال أو استغلال جنسي من قبل شخص ناضج لولد صغير بغرض خدمة رغبات الأول الجنسية"، يلفت إلى أن "الأمر نفسه وإذا ما حصل بين طفلين أحدهما يكبر الثاني بخمس سنوات، يكون تحرشًا جنسيًا أيضًا".
على هذا الأساس وحرصًا على سلامة الصغار وضمانًا لحمايتهم من الانتهاكات الجسدية التي قد تطال ذيولها جميع مراحل حياتهم، وتقوّض في كثير من الأحيان أحلامهم وربما تقضي على طموحاتهم، يمكن للأهل تحصين أطفالهم عن طريق عدد من الإجراءات التي تُبعد عنهم أذى المتحرشين. ومنها:
الصوت المسموع
معرفة الطفل بأن صوته مسموع وأن كلامه يؤخذ على محمل الجد، يمنحه الشجاعة للتحدث عند حدوث أمر سيء.
ويشير موقع "RAINN" إلى أن المحادثات يمكن إجراؤها مع بدء استخدام الأطفال للكلمات، للحديث عن مشاعرهم وعواطفهم.
خصوصية الجسم
من الضروري تعريف الطفل عند بدء النطق بخصوصية جسمه، ثم إعلامه بعدم جواز المساس بها، ليس عن طريق التخويف بل عبر فهمه لآلية جسمه. هذا ما تؤكده المحامية لين الخياط عبر برنامج "صباح النور".
وحدود خصوصية جسم الطفل التي ينبغي إطلاعه عليها تأكيدًا على عدم أحقية أحد بلمسه أو جعله يشعر بعدم الارتياح، تشمل ـ وبحسب موقع "RAINN" ـ العناق من الأجداد، وحتى الدغدغة من قبل الأم أو الأب.
وينوه الموقع في الآن عينه بضرورة تذكير الطفل بأنه ليس لديه الحق هو أيضًا في لمس شخص آخر إن لم يكن يرغب في ذلك.
المساحة الآمنة
إلى جانب تبسيط المفاهيم للأطفال؛ تؤكد الخياط على وجوب أن يخبر الأهل صغيرهم أنهم المساحة الآمنة له، فإذا تعرض للتحرش عليه إبلاغهم بالأمر، ذلك لأنه لن يتعرض لعقوبة بل سينال حماية.
يُذكر أن التفاعل الإيجابي من جانب الأهل يسقط "الأسرار" التي تُبقي فم الطفل مقفلًا خوفًا من الوقوع في ورطة، وتسمح للمعتدي بالتمادي في فعلته.
تواجد الأهل
ويصح القول إن المساحة الآمنة تعني أيضًا ضرورة أن يُخصص الأهل وقتًا يقضونه مع الطفل، ويحظى في خلاله بالاهتمام الكامل.
ومن المهم أيضًا أن تشمل معرفة الطفل؛ أن بإمكانه العودة إلى ذويه للحصول على إجابات على تساؤلاته، وأن يخصص الأهل وقتًا للتفاعل والرد عليها.
ويقترح موقع "RAINN" على الأهل اعتماد صيغة الأسئلة المفتوحة، على اعتبار أن أسئلة مثل "هل قضيت وقتًا ممتعًا" قد لا تأتيهم بالإجابات التي يحتاجونها. فينصحهم عوضًا عن ذلك بالسماح للطفل بالتعبير عن قلقه أو أفكاره عبر السؤال: "هل هناك أي أمر آخر تريد الحديث عنه؟".
أصدّقك
بدوره، موقع "Today" يُدرج ـ نقلًا عن المديرة التنفيذية لمنظمة "the child sexual abuse prevention" كاتلين بروير ومؤلفة كتاب ‘The Sex-Wise Parent’ جانيت روزينويغ ـ ضرورة الانتباه لمن يقضي الطفل وقته معهم، وذلك ضمن الطرق التي يمكن أن تحميه من الاستغلال الجنسي.
ويؤكد الموقع أهمية معرفة الأهل لعلامات الاستغلال الجنسي للأطفال، وكذلك الكلمات التي يُفترض أن تُقال لأي طفل إذا ما أخبر عن تعرضه لإساءة معاملة، وهي باختصار: "أصدّقك".