لا يقتصر اختلاف العادات الغذائية على نقاط التباين في لائحة الأطباق المستهلكة. بل يشمل أيضًا عملية تناول الطعام، لا سيما من حيث المدة التي تستغرقها.
وهنا يبرز التفاوت في ما درُج الأفراد على تخصيصه من وقت لتناول وجباتهم. ويُطرح أمام سرعة البعض في إنهاء طعامهم السؤال حول تأثير ذلك على أجسامهم.
صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، التي نقلت عن أخصائي فيزيولوجيا التغذية جيل ميثيو إشارته إلى أنه بغض النظر عن الوقت الذي يستغرقه تناول الطعام فإن الأمر يتطلب نحو 30 دقيقة ليدرك الجسم أنه لم يعد جائعًا، تحدثت عن مجموعة من النتائج غير المرغوبة التي يتركها تناول الطعام بسرعة.
آلام خفيفة
تُعتبر آلام البطن إحدى أبرز النتائج الرئيسية لتناول الوجبات بسرعة. وتقول أخصائية التغذية ليتيسيا سويسا لصحيفة "لوفيغارو" في هذا الصدد إن الهضم يبدأ في مرحلة المضغ، وإذا لم يأخذ المرء الوقت الكافي لاستخدام أسنانه فلن يكون الطعام قد سُحق بشكل كافٍ عند وصوله إلى المعدة، وبالتالي سيتعين على هذه الأخيرة حشد الكثير من الطاقة للقيام بذلك. وهذا الجهد الإضافي هو الذي يسبب الآلام.
الشعور بالتعب
تتطلب عملية الهضم بصورة دائمة الكثير من الطاقة، لهذا يُمكن أن يحدث الشعور بالتعب عند مغادرة المائدة. وبرأي سويسا فإن الطعام عندما يصل إلى المعدة على شكل قطع وليس هريسًا فهو يتطلب طاقة أكبر من الجسم.
اضطراب المزاج
في هذا الشأن، يلفت ميثيو إلى أن 10% من الخلايا العصبية موجودة في الأمعاء المرتبطة مباشرة بالدماغ، وإذا ما تناولنا طعامنا بسرعة كبيرة فستلاحظ الأمعاء ذلك وترسل رسالة إلى الدماغ فيقوم بإفساد مزاجنا. والدليل بحسب ميثيو هو في الحالة المعاكسة، حيث نشعر بالراحة النفسية بعد الفراغ من الأكل بشكل سليم وبطيئ.
زيادة الوزن
إن كان الجسم يشعر بالشبع بانقضاء وقت محدد على بدء تناول الطعام، فإن التهام الأطباق في مدة أقل سيتركنا أمام شعور بالجوع واحتمالية أكل المزيد.
وتلفت أخصائية التغذية ليتيسيا سويسا إلى ضرورة انقضاء نحو 20 دقيقة بين اللقمة الأولى والأخيرة.
وتؤكد أن المثالي هو أن يبدأ المرء بتناول وجبته بجوع طفيف، وإلا من الصعب عدم التهام كل شيء في غضون 5 دقائق.
وبرأي ميثيو فمن المستحسن البدء بتناول الحساء والخضر النيئة، فكلاهما قليل السعرات الحرارية، وحيث إنهما يبدآن العملية التي تؤدي إلى الشعور بالشبع فسيصعّب ذلك إنهاء الطبق الرئيسي الذي سيتبعهما.