اقتحم مئات المستوطنين صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى، من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي سمحت لبعضهم باقتحام ساحات المسجد والخروج منه عبر باب الأسباط، وذلك لأول مرة منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس عام 1967.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في بيان بأن المستوطنين نفذوا خطوة استفزازية اليوم في المسجد، وأدوا صلوات تلمودية علنية.
وأوضحت الدائرة أن مجموعة من المستوطنين خرجت من باب الأسباط بعد اقتحام ساحات المسجد من باب المغاربة، قبل أن تعاود اقتحام المسجد من باب الأسباط مرة أخرى، والخروج من باب السلسلة.
تغطية صحفية: "انتهاك صارخ للمستوطنين في الأقصى صباح اليوم.. قوات الاحتلال تعيد إدخال مجموعة من المستوطنين عبر باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى، بعد أن طردهم منه عقب قيامهم بطقوس علنية أثناء اقتحامهم للأقصى" pic.twitter.com/K743s6xThm
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) August 28, 2022
ومنذ احتلال مدينة القدس، تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيح باب المغاربة، ومن خلاله تنفذ الاقتحامات اليومية للمستوطنين وقوات الاحتلال، ولا يسمح للمسلمين بالدخول منه إلى المسجد الأقصى.
وأشارت دائرة الأوقاف إلى أن المستوطنين أدوا طقوسًا تلمودية علنية خلال اقتحام ساحات المسجد صباح اليوم، فيما نفذ بعضهم ما يُسمى بـ"السجود الملحمي" في عدة مناطق داخل الساحات.
تجاوز وانتهاك لسيادة الأوقاف
بدوره، حذّر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني من تصرفات المستوطنين وشرطة الاحتلال، وقال في تصريحات صحفية: "ننظر بعين الخطورة لهذا الأمر، الذي يُعتبر كسرًا للستاتيكو المتعارف عليه منذ عام 1967، ويجب متابعته مع المسؤولين على المستوى الأردني وشرطة الاحتلال من أجل عدم تكراره مرة أخرى".
و"الوضع الراهن" (الستاتيكو) هو الوضع الذي ساد بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني، وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967.
وأضاف: "هذا تجاوز وانتهاك من شرطة الاحتلال لسيادة الأوقاف، التي هي امتداد للسيادة الهاشمية على المقدسات، وخصوصًا المسجد الأقصى المبارك".
تغطية صحفية: " مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني يوضح ما جرى صباح اليوم من اقتحام مجموعة من المستوطنين للمسجد الأقصى عبر باب الأسباط" pic.twitter.com/0b8Limb5Gv
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) August 28, 2022
وأوضح الشيخ الكسواني أن 40 مستوطنًا اقتحموا ساحات المسجد من باب المغاربة صباح اليوم، وعندما وصلوا إلى باب الرحمة قاموا بالغناء والتصفيق، ثم أخرجتهم شرطة الاحتلال من باب الأسباط، وبعدها سمحت باقتحام جزء من المجموعة ساحات المسجد من الباب نفسه، وأكملوا اقتحامهم للساحات وخرجوا من باب السلسلة.
وشدد على أن الأوقاف "ترفض اقتحام المستوطنين لساحات المسجد سواء من باب الأسباط أو باب المغاربة، كما ترفض كسر الستاتيكو المتعارف عليه".
"تصعيد خطير"
من جهتها، اعتبرت حركة "حماس" أن اقتحام مجموعة من المستوطنين لباحات المسجد الأقصى تصعيد خطير من المستوطنين المتطرفين، وسلطات الاحتلال التي تسمح لهم باقتحام الأقصى بهذه الطريقة.
وأضافت الحركة على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، أن هناك تصاعدًا كبيرًا في العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، من خلال اقتحاماته المتكررة.
وشدد على أن هذه السياسة الإسرائيلية ورعاية سلطات الاحتلال للمستوطنين "استفزاز خطير جدًا للشعب الفلسطيني والمقاومة".
ودعا قاسم أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وفي الداخل المحتل، إلى تكثيف حضورهم في المسجد الأقصى لمنع الاحتلال من مواصلة الاقتحامات والعدوان.
حماس تحذّر من توسيع باب المغاربة
وفي خطوة وصفت بأنها محاولة لتغيير معالم الأقصى التاريخية، حذّرت حركة "حماس" مطلع الشهر الحالي، إسرائيل من السماح بتمرير مخطط لتوسيع باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، لتمكين المستوطنين من اقتحام المسجد بأعداد أكبر.
وأكد مسؤول مكتب القدس في الحركة أن إسرائيل تهدف من وراء هذا المخطط لتمكين الآليات العسكرية من الدخول إليه وإحكام السيطرة عليه.
وفي حديث سابق مع "العربي"، قال أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت نظمي الجعبة: إنّ الجماعات الإسرائيلية التي تدعو لاقتحام الأقصى ما هي إلا أذرع مدنية للسلطات الإسرائيلية، وتتلقى الدعم الرسمي والقانوني والمالي من الحكومة الإسرائيلية.
وأوضح أن التلة التي تسعى إسرائيل لإزالتها هي ما تبقى من باب المغاربة، والشاهد التاريخي على علاقة المسجد بباب وحي المغاربة.
وتواصل شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس وداخل الخط الأخضر للمسجد الأقصى، وتحتجز هوياتهم عند بواباته الخارجية، بالإضافة لإبعاد العشرات منهم لفترات متفاوتة.
وكثف الفلسطينيون والمقدسيون في الآونة الأخيرة من دعواتهم لشد الرحال والرباط الدائم في المسجد الأقصى، لصد اقتحامات المستوطنين المتواصلة، ومواجهة مخططات الاحتلال التهويدية بحقه.
ويتعرض الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، وعلى فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وفرض سيطرة بأكبر قدر ممكن على المقدسات الإسلامية في القدس.