دعا رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، أمس الثلاثاء، المانحين الدوليين إلى تخصيص أموال لإنقاذ الأرواح، وطالبهم بألا ينتظروا إعلان المجاعة في مناطق بشرق إفريقيا حيث يعاني عشرات الملايين بالفعل من الجوع.
وتتعرض إثيوبيا وكينيا والصومال لأسوأ جفاف على الإطلاق منذ 40 عامًا، حيث تواجه المنطقة خامس موسم على التوالي دون أمطار كافية، في حين توقعت الأمم المتحدة إعلان المجاعة في أجزاء من الصومال قبل نهاية العام الحالي.
"شبح عام 2011"
وذكر رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند في إفادة إعلامية بعد زيارة إلى المنطقة أن الولايات المتحدة وحدها زادت الدعم المالي لدول شرق إفريقيا، بعد أن غيرت الأزمة الأوكرانية مسار أموال المانحين.
ميليباند أوضح أن نصف الوفيات التي حدثت خلال المجاعة التي ضربت الصومال العام الماضي كانت قبل إعلانها رسميًا هناك، وأعاد ذلك إلى الأذهان مجاعة عام 2011 التي تسببت في مقتل ربع مليون صومالي معظمهم من الأطفال.
ويقول خبراء إن الجفاف في شرق إفريقيا تفاقم بسبب تغير المناخ وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا.
آثار تغير المناخ
وكانت التوقعات للفترة الممتدة من أكتوبر/ تشرين الأول حتى ديسمبر/ كانون الأول المقبل، أظهرت وجود احتمال كبير لاستمرار ظروف الجفاف بمستويات أعلى من المتوسط في منطقة القرن الإفريقي، وفق ما كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الصيف الماضي.
وتقدر لجنة الإنقاذ الدولية أن تسعة ملايين من رؤوس الماشية نفقت في أماكن مختلفة بالمنطقة، بينما شهدت مدينة بيدوا في جنوب الصومال زيادة تعداد سكانها، بعد أن تركت الأسر التي تعاني من الجوع القرى بحثًا عن الغذاء والماء.
وقال ميليباند أمس: "في خضم المحادثات عن الحياد الكربوني يمكن أن ننسى الكارثة"، مقدرًا أن الصومال وإثيوبيا وكينيا مسؤولة فقط عن 1.2% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، في الوقت الذي تعاني فيه الدول الثلاث بشدة من آثار تغير المناخ.
ويحتدم النقاش حاليًا في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) المنعقد في شرم الشيخ المصرية، حول التمويل لمساعدة الدول النامية على التعامل مع تأثير تغير المناخ، وتحاول الوفود رفع سقف الطموح بخصوص خفض الانبعاثات الكربونية التي تؤثر على درجة حرارة الكوكب.