كشفت شركة "أبل" الأميركية، أمس الثلاثاء، أنها رفعت دعوى قضائية بحق شركة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية المصنعة لبرامج التجسس؛ لاستهدافها مستخدمين لهواتفها الجوالة عبر برنامج "بيغاسوس".
وأضافت الشركة، في بيان، أن "الدعوى على مؤسسة NSO الإسرائيلية تظهر كيفية وصول برنامج التجسس الخاص بها إلى أجهزة مستخدمينا"، معتبرة أنه ينبغي محاسبة الشركة الإسرائيلية المتورطة في فضيحة برنامج التجسس.
وتابعت: "لمنع مزيد من الإساءة والأذى لمستخدمينا، نسعى للحصول على أمر قضائي دائم يمنع مجموعة إن إس أو من استخدام أي برامج أو خدمات أو أجهزة تنتجها أبل".
كما أفاد نص الدعوى بأن شركة "إن إس أو" تقوم بإنشاء تقنية مراقبة متطورة برعاية الدولة تسمح لبرامج التجسس عالية الاستهداف بمراقبة ضحاياها.
ولم يصدر حتى الساعة تعقيب من شركة "إن إس أو"، التي أُسست عام 2010، وتتخذ من تل أبيب مقرًا لها، ويعمل بها نحو 500 موظف.
#Apple is suing Israel’s NSO Group, seeking to block the world’s most infamous hacker-for-hire company from breaking into Apple’s products, like the iPhone #Pegasus #PegasusProject @Apple https://t.co/yKmzBneUV6 pic.twitter.com/k3vWqB99v1
— Outlook Magazine (@Outlookindia) November 24, 2021
فضيحة "بيغاسوس"
وتزيد الدعوى القضائية المرفوعة من عملاق سيليكون فالي من متاعب "إن إس أو" التي برز اسمها إلى الواجهة بعد تقارير أفادت بأن عشرات الآلاف من الناشطين في العالم أدرجوا بصفتهم أهداف محتملة لبرنامج "بيغاسوس" الذي طورته.
ففي يوليو/ تموز تصدّر اسم "بيغاسوس" الأخبار العالمية، بعد أن تم فضح استهداف نشطاء وصحافيين وسياسيين من حول العالم بعمليات تجسس بواسطة البرنامج الخبيث للهواتف الخلوية الذي طوّرته الشركة الإسرائيلية.
ويُزعم أن برامج التجسس التي تحمل توقيع الشركة والمعروفة باسم "بيغاسوس" (pegasus)، قد استخدمتها الحكومات الأجنبية ضد المعارضين والصحافيين والدبلوماسيين ورجال الدين وعدد كبير من الشخصيات.
وتعاونت في التحقيق بشأن تسريب معلومات، صحف "واشنطن بوست" و"غارديان" و"لوموند" وغيرها من وسائل الإعلام الإخبارية.
والتسريب عبارة عن قائمة تضم ما يصل إلى 50 ألف رقم هاتفي يعتقد أنها لأشخاص تعتبرهم "إن إس أو" موضع اهتمام منذ العام 2016، وفق التقارير.
ومن بين أبرز الضحايا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وحكومته بالكامل تقريبًا إذ كشفت صحيفة "الغارديان" ووسائل إعلام أخرى أن أرقام الهواتف المحمولة لماكرون وأعضاء حكومته كانت مدرجة في قائمة مسربة تضم أسماء الأشخاص الذين تم اختيارهم بصفتهم أهداف محتملة للمراقبة.
تقارير تكشف عن تعرض 5 وزراء فرنسيين ومستشار #ماكرون للتجسس عبر برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي pic.twitter.com/bzn6uBCk5O
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 26, 2021
إدراج "بيغاسوس" على القائمة السوداء
وفي 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أدرجت وزارة التجارة الأميركية، الشركة الإسرائيلية في "القائمة السوداء"، لتصميمها برنامج التجسس الخطير.
كذلك أجرت "أبل"، بشهر سبتمبر/ أيلول الماضي، تحديثًا لبرمجية هاتف "آيفون" الخاص بها، لمواجهة ثغرة أمنية قال خبراء: إن برنامج "بيغاسوس" استخدمها للتجسس على ناشط سعودي.
والبرمجية الخبيثة المسماة "زيرو كليك" قادرة على اختراق جهاز مستهدف خلسة، وقد كشفها باحثون في "سيتيزن لاب"، وهي مجموعة مراقبة للأمن المعلوماتي في كندا.
#واشنطن تدرج "بيغاسوس" وشركة إسرائيلية أخرى على اللائحة السوداءhttps://t.co/cGVoww7x4s
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 3, 2021
ومطلع الشهر الجاري، قالت منظمة العفو الدولية ومنظمة "سيتيزن لاب": إن الهواتف المحمولة الخاصة بستة نشطاء حقوقيين فلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل تعرضت للاختراق باستخدام برنامج التجسس "بيغاسوس".
"مجرد كونك فلسطيني، أنت معرض للانتهاك".. إسرائيل تتجسس على نشطاء فلسطينيين عبر برنامج بيغاسوس#فلسطين @AnaAlarabytv pic.twitter.com/Hv0UKdrOen
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 9, 2021
وتقوم "إن إس أو"، التي أعربت عن استيائها الشديد من الخطوة الأميركية، بتصدير منتجاتها بموجب تراخيص ممنوحة لها من وزارة الدفاع الإسرائيلية وتقول إنها لا تبيعها إلا لوكالات إنفاذ القانون وأجهزة المخابرات وإنها تتخذ إجراءات للحد من الانتهاكات.