أشار مراسل "العربي" في غزة باسل خلف إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن لا يدع مكانا آمنا للفلسطينيين، مؤكًدا أن منطقة رفح لم تكن آمنة كما زعم الاحتلال.
وفي حديث من استوديو "العربي" في لوسيل، لفت خلف إلى أن مشكلة الفلسطيني اليومية هي أين سيذهب، فقد انتقل من رفح قسرًا إلى خانيونس حيث تلاحقه صواريخ الاحتلال.
لا مكان آمن في غزة
وأكد خلف أن لا مكان آمنا في غزة، وأضح أن منطقة المواصي التي قال الاحتلال إنها آمنة استشهد فيها عدد من الفلسطينيين خلال الأيام العشرة الماضية.
ولفت إلى أن منطقة المواصي هي منطقة زراعية تفتقر لأي مرافق خدمات ما يجعلها غير مناسبة لاستقبال النازحين.
وفي جباليا، يلاحق الاحتلال الفلسطينيين إلى مراكز الإيواء حتى تلك الأممية منها.
ويؤكد المراسل أن الاحتلال يحاول أن يشوّه مدينة غزة حيث دمّر الأسواق الاقتصادية بغية رفع تكلفة الحرب بالنسبة للفلسطينيين. وأشار إلى أن غزة تضم عددًا كبيرًا من الصواريخ غير المنفجرة والتي قدّرت تقارير دولية بأنها تحتاج 14 عامًا قادمة للتخلص منها.
أحداث تفوق قدرة الإنسان على تحملها
ويروي مراسل "العربي" أن الدقيقة الواحدة في غزة تشهد كثافة أحداث تفوق قدرة الإنسان على تحملها. ويقول: "عند استهداف الاحتلال لمنزل يذهب من ينجو إلى المستشفى لتلقي العلاج ثم عليه أن يذهب لتشييع الشهداء الذين استشهدوا في الاستهداف، وعليه أيضًا أن يفكر في من بقي تحت الركام والأنقاض، ثم في مكان آمن يذهب إليه".
وتتعامل المستشفيات مع الشهداء مع عدد كبير من الشهداء لذلك تعمل الطواقم على دفن الشهداء سريعًا بما لا يتيح لأفراد العائلة وداع أحبتهم في أحيان كثيرة.
معاناة النزوح
كما ينقل خلف معاناة الغزيين مع النزوح حيث يتكدس النازحون في المدارس، فيما يشكل الحصول على الماء والطعام أزمة يومية. كما يعاني سكان شمال القطاع من المجاعة.
ويشير مراسل "العربي" إلى أن مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تشهد الاشتباكات الأعنف وتحديدًا المناطق الشرقية ومحيط محور فيلادلفيا والمناطق المحيطة بالمطار.
وتشهد مناطق وسط القطاع اشتباكات محتدمة، فيما تكبد الاحتلال خسائر في جباليا جراء أسر المقاومة لعدد من الجنود الإسرائيليين قبل الانسحاب من المنطقة.
كذلك عرض المراسل مواقف ستبقى عالقة في ذاكرته ومنها مشاهد ثلاجات الموتى التي تستقبل مئات الشهداء يوميًا ولأطفال نجوا دون أحد من أبويهم. واستذكر لحظات استشهاد أقارب له وقصة الطفلة هند التي اتصلت تستنجد بمسعفة بعد أن استهدف الاحتلال سيارة عائلتها، ثم استشهدت واستشهد المسعفون الذين حاولوا إنقاذها.