تنتشر أكوام كبيرة من أنقاض المباني المدمرة شمال غزة لمسافات بعيدة، حيث أتاح توقف العدوان الإسرائيلي مؤقتًا على القطاع لعدسات الكاميرات التعمق والتنقل في كل مفاصل ما بقي من مظاهر الحياة هناك.
فقد أظهرت اللقطات التي حصل عليها "العربي" حجم الدمار الهائل، الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، مع محاولة كثير من أهالي المنطقة العودة إلى أماكن سكناهم رغم العراقيل التي يفرضها الجيش الإسرائيلي.
مناطق ممسوحة
ففي مناطق شمال القطاع لا أسقف للمنازل فوق الساكنين، ودور العبادة والصحة والخدمة العامة ممسوحة بالكامل، فيما لا يوجد مكان صالح للعيش.
ويروي أحد الفلسطينيين العائدين لتفقد ما حلّ في منزله عقب نزوحه، أنه بعدما أخطروا بضرورة المغادرة نحو المناطق الجنوبية، "كان منزلنا تمام التمام، ولكن عندما عدنا اليوم لم نجد البيت لا بل كل البيوت في المنطقة".
ورمت إسرائيل 40 ألف طن من المتفجرات على أحياء مدنية كاملة تسببت بعشرات المجازر، ودفنت الأحياء تحت الركام لأيام قضى كثير منهم، فيما لا يزال مصير آلاف آخرين مجهولًا.
صمود وعودة
في المقابل، لا تزال المشاهد المحررة من التعتيم تسرد صمود مئات الآلاف من القابعين هناك، المتمسكين بالركام المتناثر على أرضهم.
إذ تستمر محاولات الأهالي المصرين على عودتهم إلى مناطق سكناهم في الشمال، رغم عراقيل الاحتلال والتقييد الإعلامي وقطع الاتصالات.
انعدام مقومات الحياة
ورغم استمرار الهدنة الإنسانية، إلا أن ثلث سكان القطاع لم يحصلوا على المستلزمات الأساسية تحديدًا في الشمال.
فكل شيء تقريبًا معطل هناك، بينما تتزايد المخاوف من انتشار الأوبئة نتيجة تكدس النفايات وتعذر نقلها مع تدمير قدرات المراكز الصحية، لا سيما مجمع الشفاء، حيث عمدت قوات الاحتلال إلى تفجير مولدات الكهرباء وأجهزة طبية قبل الانسحاب منه.