الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

لبنان يدخل المرحلة الأخطر من الوباء... أزمة مستشفيات وأسرّة

لبنان يدخل المرحلة الأخطر من الوباء... أزمة مستشفيات وأسرّة

شارك القصة

كورونا لبنان
مستشفيات رئيسية في لبنان أعلنت عدم قدرتها على استيعاب المزيد من المصابين في العناية المركزة ( غيتي)
مسؤولون وأطباء لبنانيون يقرعون جرس الإنذار: مستشفيات رئيسية تخطت طاقتها الاستيعابية مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بشكل كبير خصوصاً خلال فترة الأعياد

لا يبدو الوضع الصحّي في لبنان في أفضل أحواله، مع استمرار تفشّي فيروس كورونا، وتسجيله مستويات قياسية في الأيام القليلة الماضية، ولا سيما في فترة الأعياد.

وخير دليلٍ على ذلك إعلان السلطات عن إقفال عام جديد في البلاد سيدخل حيّز التنفيذ بدءاً من الخميس وحتى مطلع الشهر المقبل، في محاولة للحد من ارتفاع عدد الإصابات وتخفيف الضغط عن المستشفيات.

وفيما تخطى إجمالي الاصابات 192 ألفاً بينها 1499 وفاة، أفاد عدد كبير من المسؤولين بأن مستشفيات البلد الذي ينزف اقتصادياً فقدت قدرتها على استيعاب المزيد من الإصابات في غرف العناية المركزة.

ودائع مالية مقابل العلاج

على هذا الواقع غير المطمئن، سلّطت وكالة "فرانس برس" الضوء، في تقريرٍ انطلقت فيه من شهادة السيدة راشيل حلبي، التي اصطحبت قبل أيام والدها المسنّ إلى أحد مستشفيات بيروت، بعدما ساءت حالته جراء إصابته بفيروس كورونا، لكن الطبيب طلب منهم إعادته إلى المنزل مع آلة أوكسيجين لأن العناية الفائقة بلغت طاقتها القصوى.

وقالت السيدة المصابة بدورها بالفيروس: "طلب منا الطبيب إعادته إلى المنزل وتأمين آلة أوكسيجين مع إعطائه العلاج. بقينا على هذا الوضع لأيام عدة لكنه لم يتحسّن". وأضافت بحرقة: "لم نترك مستشفى لم نتصل به وكلهم كرروا الجواب ذاته: لا مكان لدينا، قسم الطوارئ ممتلىء والموجودون ينتظرون بالدور نقلهم الى العناية الفائقة".

وبعد اتصالات كثيفة، تمكنت راشيل من إيجاد سرير لوالدها إيلي (85 عاماً) في مستشفى خاص في مدينة زحلة (شرق لبنان)، مقابل دفع مبلغ 15 مليون ليرة (10 آلاف دولار وفق سعر الصرف الرسمي) كوديعة. وسألت بانفعال "ماذا يفعل أولئك غير القادرين على تأمين المبلغ؟ هل يعقل ذلك؟".

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ العام الماضي فاقمها انفجار المرفأ المروّع في 4 أغسطس/آب. ونجا والدها "بأعجوبة" من الانفجار الذي تسبّب بدمار منزله في منطقة الجميزة المتاخمة للمرفأ، لكن ذلك عرّضه لالتقاط الفيروس خلال "متابعته مع الجمعيات والجيش ترميم منزله وتلقي المساعدات"، وفق قولها.

معاناة المسنين

وبينما تنتظر عائلة إيلي أن ينقله الصليب الأحمر إلى زحلة لتلقي العلاج خلال الساعات المقبلة، يبحث الصحافي جان نخول مع عائلته عن سرير لجدته (83 عاماً).

ويقول لفرانس برس الثلاثاء "اتصلنا بمستشفيات عدة ولم نجد لها مكاناً. أقسام العناية الفائقة ممتلئة، ومن لديه سرير فارغ أبلغنا أنه لا يمكنهم استقبالها ما لم يصبح وضعها حرجاً لأن الأولوية لصغار السنّ". ويضيف "أحضرنا آلة قياس الأوكسيجين وماكينة تنفس الى المنزل في حال تفاقم وضعها".

وخاضت جومانا بدورها تجربة البحث المضني عن سرير لوالدتها قبل العثور على مكان في مستشفى في بعلبك (شرق). وقالت "نشعر كما لو أننا نستجدي" سريراً، بعدما وضعت "بعض المستشفيات اسم والدتي على قائمة انتظار، ولم تعاود الاتصال بنا قط".

لبنان
ساهم قرار السلطة اللبنانية بتخفيف القيود خلال الأعياد بتفشي الوباء ( غيتي)

لبنان في كارثة

ورغم عمل وزارة الصحة خلال الأسابيع الأخيرة على زيادة عدد الأسرّة الخاصة بمرضى كورونا في المستشفيات، إلا أن ذلك لم يكن كافياً. وقال الطبيب فراس الأبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الذي يقود جهود التصدي للوباء، "في الآونة الأخيرة، تجاوز الارتفاع في أعداد حالات الكورونا الزيادة في أعداد أسرّة العناية".

وكان الأطباء، والعاملون في القطاع الصحي حذروا من أنّ معدل إشغال الأسرّة في وحدات العناية المركزة يرتفع بشكل خطير، عشية توجه السلطات الى تخفيف القيود قبل موسم الأعياد والسماح بفتح الملاهي، والحانات، في محاولة لإنعاش الاقتصاد المتداعي، من دون أن يلقى تحذيرهم آذاناً صاغية.

من جهته، قال رئيس قسم الطوارئ في مستشفى أوتيل ديو في بيروت انطوان زغبي لفرانس برس إن "الوضع اليوم كارثي، سواء لناحية عدد المصابين الذين يتدفقون إلى الطوارئ أو سوء حالاتهم".

وينقل الصليب الأحمر اللبناني، وفق ما يشرح أمينه العام جورج كتانة لفرانس برس، " قرابة مئة مصاب يومياً يحتاجون الى مستشفيات".

وتناشد وزارة الصحة المستشفيات الخاصة التي تشكّل أكثر من ثمانين في المئة من قطاع الاستشفاء في لبنان، المشاركة بشكل أكبر في تحمّل أعباء التصدي للفيروس، فيما تنتظر تلك المستشفيات دفع مستحقات مالية متأخرة لها منذ سنوات.

تابع القراءة
المصادر:
فرانس برس