كثف الجيش الإسرائيلي استهدافه لمناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، منذ صباح اليوم، وقام بهجومين متتاليين منذ الصباح، وفقًا لما أكده مراسل التلفزيون العربي.
وشملت الغارات مباني في برج البراجنة والغبيري داخل الضاحية، بينما رصدت كاميرا التلفزيون العربي لحظة استهداف أحد المباني في الغبيري، خلال الهجوم الثاني منذ الصباح، وهو مبنى مشيد على الخط الخارجي للضاحية المتقاطع مع مدينة بيروت العاصمة.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام: إن الغارة المحاذية لحرج بيروت باتجاه الغبيري، تردد صداها في العاصمة اللبنانية متسببة بتصدع في الأبنية المجاورة لها، وتحطيم زجاج الأبنية المحيطة بالمنطقة.
تدمير الضاحية
وأظهرت مشاهد مصورة حجم الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما قال رئيس بلدية الغبيري في الضاحية معن خليل، للتلفزيون العربي: إن الغارات الإسرائيلية على المنطقة اليوم تسببت في تدمير عشرين مبنى على الأقل.
وقال خليل: إن إسرائيل تتعمد تدمير مباني الضاحية لمنع عودة السكان إليها، متذرعة بأهداف غير موجودة لحزب الله، رغم إنذارات الإخلاء التي يطلقه الجيش الإسرائيلي عن طريق المتحدث الرسمي أفيخاي أدرعي على منصة إكس.
وأكدت الوكالة الوطنية كذلك، أن الهجوم الثاني الذي استهدف الضاحية اليوم، استخدمت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخين على منطقة برج البراجنة.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، أطلق الجيش الإسرائيلي تحذيرًا لإخلاء سكان في الضاحية الجنوبية، قبل أن تستهدف طائراته محيط مقر البلدية وشارع الغبيري الرئيسي، ليرتفع عدد الهجمات الجوية على الضاحية إلى 5 هجمات خلال الـ24 ساعة الماضية، في المنطقة ذاتها إلى جانب مبان أخرى في حارة حريك وبرج البراجنة.
صواريخ على حيفا
كذلك أكدت الوكالة الوطنية للإعلام، أن العدوان الإسرائيلي اليوم شمل بلدة تبنين الجنوبية، بغارة جوية، كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة استهدفت فيها أطراف بلدة حبوش في قضاء النبطية جنوبًا، كما تعرضت بلدة بريقع لغارة مماثلة، وكذلك بلدة سيناي في القضاء نفسه.
ويستمر القصف الإسرائيلي منذ الصباح، على مثلث طير حرفا-الجبين وشيحين وحتى بلدتي يارين وأطراف علما الشعب في الجنوب، وبواسطة القذائف الثقيلة من عيار 155 ملم، وسط تحليق للطيران الاستطلاعي والمسيّر فوق أجواء حرج صور والقطاع الغربي على علو منخفض.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق خمسة صواريخ باتجاه خليج حيفا، وإن عددًا منها سقط في المنطقة، فيما أشار مراسل التلفزيون العربي باعتراض صاروخ واحد على الأقل في سماء خليج حيفا.
من جهته، أكد الإسعاف الإسرائيلي تلقيه بلاغات عن سقوط صواريخ في خليج حيفا، ويأتي ذلك بعد اعتراض صاروخين أطلقا من جنوب لبنان في سماء خليج حيفا في وقت مبكر من اليوم، وفقًا لمراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة.
ويوم أمس دوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة من حيفا تزامنًا مع استهداف قاعدة إلياكيم، حيث أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بسماع دوي انفجارات في منطقة عميكام جنوبي حيفا، التي يسكن فيها وزير الأمن السابق يوآف غالانت.
من جهته، قال حزب الله: إن مقاتليه استهدفوا برشقات صاروخية نوعية قاعدتي تل حاييم في مدينة تل أبيب وشراغا شمالي مدينة عكا المحتلة.
وأضاف الحزب في بيانات منفصلة أنه استهدف أيضًا بالصواريخ تجمعين لقوات العدو في مستوطنة كريات شمونة، وعند الأطراف الغربية لبلدة طير حرفا.
رفض لبناني لمقرح أميركي
وأمام هذا المشهد الميداني الملتهب، وصل بيروت صباح اليوم كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني، في جولة رسمية حيث التقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في السرايا الحكومي لبحث تطورات الحرب، بعد أن عرج يوم أمس على دمشق، حيث التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتأتي الزيارة، بعد أن نفت مصادر لبنانية للتلفزيون العربي، أن تكون الوساطة الأميركية بين حزب الله وإسرائيل، قد أحرزت أي تقدم على صعيد وقف إطلاق النار.
وقالت المصادر: إن الطرف الأميركي سلم لبنان في الساعات الماضية مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدة أنها تتضمن بنودًا لا توافق بيروت عليها، ومنها حرية العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان بعد التوقيع على الاتفاق.
ولفتت المصادر إلى أن القرار 1701، يؤكد احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه، وهذا ما لن تتنازل عنه بيروت في أي اتفاق مقبل، وأشارت المصادر نفسها، إلى أن إسرائيل تطالب بأن تكون ألمانيا من الدول المراقبة لاحقًا لوقف إطلاق النار، الأمر الذي يرفضه حزب الله رفضًا قاطعًا.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوًا بريًا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالًا عن 3 آلاف و365 شهيدًا و14 ألفًا و344 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأربعاء.
ويوميًا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية، تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية، وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبًا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيمًا صارمًا على معظم الخسائر.