يبدع الشاب الأردني معتز المزاري في حرفة صنع السيوف بطريقة فريدة من نوعها، وذلك عبر استخدام قطع غيار السيارات في مهمته، للمساهمة في حماية إرث عائلته من الاندثار والبيئة في آن واحد.
واختار الطالب الأردني تعلم حرفة صناعة السيوف منذ الصغر من أجداده الذين توارثوها بدورهم عن أسلافهم منذ نحو 200 عام، مشيرًا في هذا الإطار إلى أنها فخر بالنسبة إلى العائلة كاملة.
لكن المزاري اختار أن يطور هذه الصنعة على طريقته للحفاظ عليها وحماية البيئة من خلال إعادة تدوير قطع غيار السيارات، حيث يستخدم القطع المتروكة مرة ثانية في صنع السيوف، الأمر الذي يتطلب منه عملًا جبارًا، إذ يؤكد الشاب الأردني أن السيف الواحد يأخذ أسبوعًا إلى أسبوعين من العمل، إضافة إلى تكاليفه الباهظة جدًا.
للحفاظ على إرث عائلته الممتد منذ 200 عام من الاندثار.. أردني يصنع السيوف من قطع غيار السيارات pic.twitter.com/VV3Z2NRZQS
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 14, 2022
كما يشرح الشاب الأردني أن المواد التي يستخدمها في حرفته يأخذ قسمًا منها بشكل محلي والآخر عبر الاستيراد الخارجي، أيّ أنه مثلًا يحتاج في صنع نصل السيف إلى استخدم ريش السيارات التي يحصل عليها من المحلات والمدن الصناعية، بالإضافة إلى الأخشاب التي يؤمنها محليًا، أما بقية المواد فيتم استيرادها من بلدان خارجية.
كذلك يكشف المزاري أن المردود المالي من صناعة السيوف لا يكفي لتغطية الوقت والجهد المبذول، لذلك أصبحت هذه الصنعة مجرد هواية أكثر من كونها مهنة، حسب رأيه، لا سيّما أن بعض المواد مستوردة.
لكن هدف معتز الأساسي من صناعة السيوف هو المحافظة على تراث عائلته وبلاده وتاريخها، ويقول: "بالنسبة لي أنا أعمل بالحرفة المتوارثة بشغف عال جدًا بعيدًا عن العمل التجاري.. أشتغل فيه كهواية أولًا ولتلبية رغبات الناس ثانيًا ولإعادة إحياء هذا التراث في بلدنا".
ووعلى الرغم من الأهمية الثقافية والتاريخية التي تمثلتها السيوف والخناجر في الأردن، يقول المزاري إن الطلب على المنتج يعد ضعيفًا، مما يجعل من الصعب على جيل الشباب اتخاذ هذه الحرفة كعمل ومصدر رزق، بحسب رأيه.