يزعم علماء الفلك أنه يجب منح الفضاء الحماية القانونية مثل الأرض والبحر والغلاف الجوي، من أجل حماية بيئته الهشة.
ويعد المدار الأرضي المنخفض، المنطقة التي تقع على بعد بضع مئات الأميال فوق الكوكب، معرض لخطر الحطام الفضائي والأجسام التي تسبب تلوثًا ضوئيًا لعلماء الفلك الذين يشاهدون الفضاء من الأرض، وفقًا لدراسة جديدة بقيادة جامعة إدنبرة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، اعتبر الباحثون أن مجموعات الأقمار الاصطناعية، بما في ذلك "ستارلينك" التابعة لـ"سبيس إكس" التي تدور جميعها على ارتفاع 300 ميل فوق سطح الأرض، "تعرض هذا النظام البيئي الثمين للخطر".
ازدحام الفضاء
وأضافوا أن تركيب هذه المجموعات الضخمة من الأجهزة، بعضها يصل إلى عشرات الآلاف من الأقمار الاصطناعية التي تنقل النطاق العريض إلى الأرض، يؤدي إلى ازدحام الفضاء، كما يتسبب إطلاق الصواريخ بتلويث الغلاف الجوي.
ويرتبط البحث بقضية قانونية أمام محكمة الاستئناف الأميركية، والتي ستشكل سابقة مهمة في الحملة المتنامية من أجل حماية البيئة الفضائية.
ويعتبر الفريق المسؤول عن الدراسة إن معالجة هذه القضايا يتطلب نهجًا شاملًا يتعامل مع الفضاء المداري باعتباره جزءًا من البيئة، ويستحق الحماية على المستويين الوطني والدولي.
تعطيل جهود البحث العلمي
كما تتسبب الأقمار الاصطناعية بسبب التلوث الضوئي بتعطيل جهود الأبحاث في الفضاء.
فعلى سبيل المثال، سيتأثر مرصد "فيرا سي روبين" العملاق في تشيلي، والذي يهدف إلى إجراء مسح تراثي لمدة 10 سنوات حول الفضاء والزمان.
وجادل الباحثون بأن الفضاء بيئة حيوية لعلماء الفلك المحترفين وهواة رصد النجوم السكان الأصليين واقتصاد الفضاء الجديد.
وكتبوا أنه ينبغي دراسة الفوائد العلمية والاقتصادية والثقافية للفضاء بعناية في مقابل هذه الآثار البيئية الضارة.
آثار بيئية باهظة
وحثّ الباحثون صانعي السياسات على النظر في الآثار البيئية لجميع جوانب الأقمار الاصطناعية بما في ذلك إطلاقها وتشغيلها وإخراجها من المدار.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يبدو فيه أن سبيس إكس تستعد لإطلاق ما مجموعه 13000 قمر اصطناعي، وتشتري أمازون مساحة صاروخية لوضع آلاف الأقمار الاصطناعية في المدار حتى عام 2025. كما تخطط شركات ودول أخرى مثل الصين للقيام بالمثل في السنوات المقبلة.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة البروفسور آندي لورانس: "إن الأرض حاليًا في لحظة فاصلة في التاريخ، حيث ستؤدي عمليات الإطلاق الرخيصة إلى زيادة عدد الأقمار الاصطناعية".
واعتبر أنه يمكننا إطلاق أعدادًا ضخمة من الأقمار الاصطناعية بتكلفة زهيدة واستخدامها لصالح الحياة على الأرض، لكن هذا يأتي بتكلفة كبيرة، فبالإضافة إلى إتلاف النجوم، "ربما تكون صناعة الفضاء تطلق النار على قدمها"، بحسب لورانس.
وسيقدم لورانس إفادة شاهد خبير أمام محكمة الاستئناف الأميركية التي جادلت بأن اللوائح البيئية الأميركية يجب أن تنطبق على ترخيص الإطلاق الفضائي.
الصاروخ الصيني التائه
كما وتشكل عمليات إطلاق الصواريخ الفضائية خطرًا على الأرض ففي مايو/ آيار 2021 أطلق صاروخ صيني، لكنه عاد بشكل خارج عن السيطرة وسط مخاوف من سقوطه في مكان مأهول بالسكان.
وانطلق صاروخ "لونج مارش 5 بي" من جزيرة هاينان الصينية في 29 أبريل/ نيسان، حاملًا مركبة "تيانخه" التي تحتوي على ما سيصبح أماكن معيشة لثلاثة أفراد في محطة فضاء صينية دائمة. وكان إطلاق المركبة أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لإكمال المحطة.
وبعد انفصال الوحدة الفضائية للمحطة، بدأ الصاروخ يدور حول الأرض في مسار غير منتظم مع انخفاضه تدريجيًا، ما جعل من شبه المستحيل توقّع النقطة التي سيدخل منها إلى الغلاف الجوي وبالتالي المكان الذي سيسقط فيه.
وبعد أيام قضاها سابحًا في الفضاء وسط ترقب دولي، أعلنت السلطات الصينية في 9 مايو 2021 أنّ جزءًا كبيرًا من الصاروخ الفضائي الصيني تفكّك فوق المحيط الهندي بعد دخوله الغلاف الجوي للأرض بطريقة عشوائية.