في وقت تواصل فيه روسيا قصف أوكرانيا، أعلنت الحكومة البريطانية السبت أنها ستستضيف اجتماعًا لوزراء العدل في مارس/ آذار المقبل، لمناقشة سبل دعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب المفترضة في أوكرانيا.
ومن المقرر أن يشارك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في الاجتماع المذكور، مع وزراء من جميع أنحاء العالم، وفق لندن.
دعوة لدعم التحقيق
وحث خان الشهر الماضي، المجتمع الدولي على دعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية وتمويله، قائلًا: "نحن بحاجة إلى الأدوات الضرورية للقيام بالمهمة، لكننا لا نمتلكها".
وأوضحت حكومة المملكة المتحدة أن الاجتماع "يهدف إلى زيادة الدعم المالي والعملي المقدّم للمحكمة الجنائية الدولية وتنسيق الجهود لضمان أن يكون لديها كل ما تحتاج إليه لإجراء تحقيقات ومقاضاة المسؤولين".
وأوضح نائب رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب أن المشاركين سيناقشون كيفية المساعدة في جمع المعلومات وتبادل الأدلة بشأن الجرائم وكذلك كيفية دعم الضحايا.
ومضى قائلًا: "على القوات الروسية أن تعلم أنها لن تستطيع الإفلات من العقاب وسندعم أوكرانيا حتى يتم تحقيق العدالة".
وشدّد على أن "المجتمع الدولي يجب أن يقدم أقوى دعم للمحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مجرمي الحرب على الفظائع التي نشهدها".
مصطلح "جرائم الحرب"
وتجري المحكمة الجنائية الدولية ومقرها في لاهاي حاليًا تحقيقًا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قد تكون ارتكبت في أوكرانيا.
واستخدم أيضًا كلّ من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مصطلح "جرائم الحرب" في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، للإشارة إلى ممارسات روسيا في أوكرانيا.
كما اتهمت الولايات المتحدة روسيا بارتكاب "جرائم حرب ممنهجة" في أوكرانيا.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية اتهمت في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، روسيا بارتكاب "جرائم حرب بوضوح" في أوكرانيا.
حتى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر أن "كل ضربة على منشآت مدنية تشكّل جريمة حرب ولا يمكن أن تمرّ من دون عقاب".
وبما أنّ روسيا ليست من الدول الموقّعة على معاهدة روما التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية، فإنّ هذه الهيئة القضائية لا يمكنها التحقيق في "جرائم العدوان" الروسية، بل تنحصر صلاحيتها في التحقيق في "جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية المرتكبة في أوكرانيا".
والسبيل الوحيد لإحالة قضية حرب أوكرانيا على المحكمة الجنائية الدولية هو إصدار مجلس الأمن الدولي قرارًا بهذا الشأن، وهو أمر مستحيل لأنّ روسيا التي تشغل مقعدًا دائما في المجلس، ستستخدم حقّ الفيتو لإجهاض مثل هكذا محاولة.