الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

زيلينسكي يتهم موسكو بارتكاب إبادة جماعية.. روسيا تتملص من جرائم بوتشا

زيلينسكي يتهم موسكو بارتكاب إبادة جماعية.. روسيا تتملص من جرائم بوتشا

شارك القصة

إضاءة على واحدة من مآسي الحرب في مدينة ماريوبول (الصورة: تويتر)
اعتبرت ألمانيا أن فرض عقوبات أشد صرامة هو الثمن الذي يجب أن تدفعه روسيا عن "جرائم الحرب" في بلدة بوتشا الأوكرانية.

وسط الحديث عن موافقة روسيا شفهيًا على مقترحات أوكرانية رئيسية، خلال مفاوضات السلام بينهما، نفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، ضلوع قواتها في قتل مدنيين في بوتشا الواقعة غربي كييف والتي استعادتها القوات الأوكرانية من الجنود الروس، في وقت اتهم الرئيس الأوكراني موسكو بارتكاب "إبادة جماعية" بحق مواطنيه.

وأفادت الوزارة في بيان لها بالقول: "في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف".

وبيّنت أن الجيش الروسي وزّع 452 طنًا من المساعدات الإنسانية على المدنيين في هذه المنطقة.

ولم تتمكن القوات الأوكرانية من دخول كامل بوتشا؛ إلا قبل يوم أو يومين بعد أن تعذر الوصول إليها لمدة ناهزت شهرًا.

وفور انسحاب القوات الروسية من بوتشا، بدت المدينة بوتشا كساحة حرب، حيث بدت المباني مدمرة والشوارع مليئة بالجثث في ثياب مدنية، إضافة إلى حطام محترق لدبابات ومدرعات روسية في كل مكان، حسبما أظهرت وسائل الإعلام.

وأمس السبت، أكدت بلدية بوتشا، أنه جرى دفن 280 شخصًا "في مقابر جماعية" في مدينة بوتشا، التي شهدت معارك طاحنة، وتمكن الجنود الأوكرانيون من استعادتها أخيرًا.

وأضافت الوزارة أن جميع السكان "أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرية" من المنطقة "نحو الشمال"، في وقت كانت الضواحي الجنوبية للمدينة تتعرض "لإطلاق نار من القوات الأوكرانية على مدار الساعة".

واعتبرت الوزارة أن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت "فبركة جديدة قام بها نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية".

وأشارت وزارة الدفاع الروسية، إلى أن وحداتها العسكرية كافة انسحبت من بوتشا في 30 مارس/ آذار الماضي، غداة إعلان موسكو أنها ستقلص بشكل كبير عملياتها العسكرية في شمال أوكرانيا.

رحلة صيد

وعرض أناتولي فيدوروك رئيس بلدية مدينة بوتشا، الواقعة على بعد 37 كيلومترا شمال غربي مدينة كييف، أمام الصحافيين اليوم الأحد، جثثًا قال إنها لمقاتلين شيشان سيطروا عليها خلال الشهر الذي احتلت فيه القوات الروسية المدينة.

كما عرض فيدوروك جثتين مربوطتي الأذرع بقماش أبيض، موضحًا أن مقاتلين من الشيشان أوثقوا السكان بهذه الأربطة.

ولفت فيدوروك إلى أن "أي حرب تكون لها قواعد اشتباك تخص المدنيين (لكن) يبدو أن الروس كانوا يقتلون المدنيين عن عمد".

وأضاف: "لقد حصلوا عمليًا على الضوء الأخضر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقيام برحلة صيد، وكانوا يطلقون النار على الشعب الأوكراني".

ونشرت الشيشان، وهي منطقة في جنوب روسيا ورئيسها رمضان قديروف مقرب من بوتين، قوات في أوكرانيا لدعم القوات الروسية، في العملية التي انطلقت فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.

الرئيس الأوكراني يتهم روسيا بـ"الإبادة جماعية"

بموازاة ذلك، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا، بارتكاب إبادة جماعية في بلاده، وذلك خلال مقابلة مع شبكة "سي.بي.إس"، اليوم الأحد

واعتبر زيلينسكي، الذي كان يتحدث بواسطة مترجم، أن ما جرى "إبادة جماعية تستهدف القضاء على الأمة بأسرها والشعب"، حسب تعبيره.

ومضى يقول: "نحن مواطنون في أوكرانيا، ولا نريد الخضوع لسياسة روسيا الاتحادية، هذا هو سبب تعرضنا للدمار والإبادة".

ألمانيا تدعو لتشديد العقوبات على روسيا

إلى ذلك، رأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الأحد، أن فرض عقوبات أشد صرامة هو الثمن الذي يجب أن تدفعه روسيا عن "جرائم الحرب" في بلدة بوتشا الأوكرانية، ونددت بما وصفته "بالعنف غير المقيد" الذي يمارسه الرئيس الروسي.

وعبّرت الوزيرة الألمانية في منشور لها على تويتر بالقول: "الصور الواردة من بوتشا لا يمكن تحملها، وعنف بوتين غير المقيد يقضي على عائلات بريئة ولا يعرف حدودًا".

ودعت "لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب هذه"، منوهةً بأنه سيجري تشديد العقوبات على روسيا ومساعدة أوكرانيا على نحو أكبر في الدفاع عن نفسها"، حسب تعبيرها.

وفي ما يخص مفاوضات السلام، أعلن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي اليوم الأحد، أن المحادثات لم تحرز تقدمًا كافيًا لعقد اجتماع على مستوى القادة، مشيرًا إلى أن موقف بلاده بشأن وضع القرم ودونباس لم يتغير.

وجاء الكلام الروسي بعد حديث المفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا الذي أشار إلى أن مسودة الاتفاق في وضع متقدم بما يكفي للسماح بإجراء مشاورات بين الرئيسين الروسي والأوكراني فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close