اختارت عجوز بريطانية تبلغ من العمر 82 عامًا، أن تتحدى نفسها وتصعد عبر دراجاتها الهوائية أحد أشهر الجبال في فرنسا، قاطعة مسافة 20 كيلومترًا صعودًا إلى قمة جبل فونتو، في سبيل لم التبرعات من أجل قطاع غزة.
وكشفت تقارير صحفية غربية، أن السيدة آن جونز، من مدينة لويشام جنوب العاصمة البريطانية لندن، قطعت مسافة 20 كيلومترًا (12 ميلًا) صعودًا إلى جبل فونتو في جنوب فرنسا لدعم نداء غزة لصالح إحدى الجمعيات.
وواجهت المسنة البريطانية في طريقها الأمطار والبرد والضباب أثناء ركوب دراجتها لمدة ست ساعات حتى بلغت قمة الجبل البالغ ارتفاعه 1,910 مترًا (6,270 قدمًا) فوق مستوى سطح البحر.
"المسؤولية"
ونقلت هيئة البث البريطاني بي بي سي عن جونز قولها إنها شعرت بـالمسؤولية في تحقيق هذا الإنجاز من أجل الشعب الفلسطيني. مضيفة: "أكثر من 11,000 طفل فلسطيني قتلوا، 11,000 طفل كثير جدًا".
حتى الآن، جمعت السيدة جونز أكثر من 14,000 جنيه إسترليني من خلال رحلتها، التي تتبرع بها لجمعية أموس التي تدعم مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، ومركز شباب للصدمات، وفريق غزة سانبردس للدراجات الهوائية للمعوقين، الذي يقوم الآن بتوزيع المساعدات عبر الدراجات الهوائية.
وجونز هي جدة لستة أحفاد، واختصاصية نفسية وعاملة اجتماعية متقاعدة قضت حياتها تطوعًا في جميع أنحاء العالم، ولم تدع سنها المتقدم يوقفها عن مساعدة الآخرين، فيما قالت تقارير غربية إن المسنة البريطانية ستواصل عملها التطوعي، حيث تساعد اللاجئين على تعلم اللغة الإنكليزية وإصلاح الملابس لهم.
وفي إحدى تصريحاتها قالت جونز كذلك إن معاناة الأطفال والعائلات في غزة مروعة جدًا، وبأنها أرادت التصرف بدلًا من الاكتفاء بالمشاهدة واليأس.
رسائل من غزة
ونقلت صحيفة "مترو" البريطانية عن السيدة جونز بأن الأخيرة أرادت تشجيع الناس على النهوض والقيام بشيء مفيد، وصرحت المسنة البريطانية: "في الطريق، تلقيت العديد من الرسائل الدافئة عبر تطبيق واتساب من أشخاص في غزة الأمر الذي كان رائعًا بالنسبة لي".
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدوانًا على قطاع غزة، خلف أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتتجاهل إسرائيل قرارًا من مجلس الأمن الدولي بإنهاء القتال فورًا، واعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير أمنها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
