يشكل غياب وزير الخارجية الصيني، تشين غانغ، عن الأضواء منذ قرابة الشهر، لغزًا وتكهنات وتساؤلات بشأن مصيره في بلد يشتهر بالتعتيم السياسي.
وأفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية بأن الوزير الصيني لم يظهر علنًا منذ ثلاثة أسابيع وهي فترة غياب غير عادية في فترة تشهد فيها بكين نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا.
آخر ظهور
وكان آخر ظهور لغانغ في لقاء جمعه بوزيري خارجية سريلانكا وفيتنام ومسؤولين روس، في 25 يونيو/ حزيران الماضي.
لم يظهر منذ 3 أسابيع، أين وزير الخارجية الصيني تشين غانغ؟ #العربي_اليوم #الصين pic.twitter.com/udxlKkJ4fr
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 21, 2023
وكان من المفترض أن يلتقي تشين بمنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في وقت سابق من هذا الشهر في بكين، لكن جرى تأجيل الاجتماع بعد أن أبلغت الصين الاتحاد الأوروبي بأن المواعيد "لم تعد ممكنة"، حسب مصدر مقرب من الاتحاد الأوروبي.
وفي آخر ظهور علني له، شوهد تشين، وفق الشبكة مبتسمًا وهو يسير بجانب نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودنكو، الذي سافر إلى بكين آنذاك للقاء المسؤولين الصينيين، في أعقاب تمرد مجموعة فاغنر في روسيا.
تساؤلات وعلامات استفهام
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي إن تشين لم يتمكن من حضور اجتماع آسيان "لأسباب صحية"، وفقًا لوكالة "رويترز".
بدوره، تحدث المحرر السابق في صحيفة الحزب الشيوعي دينج يوين أن اختفاء وزير الخارجية الصيني "غريب جدًا وأن عدم ظهوره لا يبدو أمرًا عاديًا نظرًا لمكانة الصين ونفوذها عالميًا".
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الصينية إنّها لا معلومات لديها عن تشين جانغ ولا تستطيع تقديم أي معلومات، مضيفة أن "أنشطة الصين الدبلوماسية تسير كالمعتاد"، وهو الأمر الذي ضاعف التساؤلات بشأن غياب وزير الخارجية الصيني.
وتعليقًا على ذلك، يرى الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية أحمد عجاج أن هناك شيئا ما يحدث جراء اختفاء وزير الخارجية الصيني عن الأنظار، مؤكدًا أن غيابه يعطي تساؤلات وعلامات استفهام حول القيادة الصينية.
ويشير عجاج في حديثه لـ"العربي" من لندن إلى أن حدوث هذا الأمر معتاد في الصين، حيث تختفي شخصيات سياسية وتظهر بعد حين آخر، مذكّرًا بحادثة اختفاء نائب وزير الأمن الصيني وظهوره بعد فترة ومحاكمته لاحقًا.
وبشأن أسباب اختفاء وزير الخارجية، يلفت إلى أن المسؤولين الصينيين قد استبعدوا مسألة مرضه. ويعتبر أن غياب الوزير قد لا يؤشر على مسألة خطيرة، معيدًا التذكير بغياب الرئيس الصيني نفسه قبل تسلمه لأعلى منصب في البلاد قبل أشهر.
ويخلص إلى أن وزير الخارجية الصيني تربطه "علاقة جيدة" بالرئيس، مؤكدًا أن أرفع منصب في بكين ليس وزير الخارجية إنما وانغ يي كبير الدبلوماسيين الصينيين والمسؤول عن لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي.