نقلت وزيرة إندونيسية ومسؤولة قطرية أمس الإثنين إلى مسؤول بارز في حكومة طالبان، مناشدة دولية بالسماح للفتيات الأفغانيات بالعودة إلى المدارس الثانوية، بحسب ما ذكر مسؤولون.
وأجرت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي ومساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر، محادثات مع وزير خارجية طالبان بالإنابة أمير خان متّقي في الدوحة، وسط تزايد المخاوف بشأن حقوق الإنسان في أفغانستان خاصة بالنسبة للمرأة.
وتخشى حكومات أجنبية، من أن سلوك طالبان قد يتسبب برد فعل سلبي في مؤتمر دولي يعقد الخميس لجمع الأموال لأفغانستان، في ظلّ تحذيرات أطلقتها منظمات إغاثية من أزمة غذائية وصحية في البلد البالغ عدد سكانه 37 مليون نسمة.
ومارسودي والخاطر هما أول مسؤولتين أجنبيتين تلتقيان قياديًا في طالبان، منذ أن أمرت الجماعة الفتيات بالعودة إلى منازلهن الأربعاء الماضي، بعد ساعات قليلة من فتح أبواب المدارس الثانوية أمامهنّ.
وقالت مرسودي في تعليق على موقع "تويتر" إنها والخاطر ناقشتا مع متّقي "المسألة الإنسانية والتعليم للجميع في أفغانستان".
Together with Assistant Foreign Minister of Qatar @Lolwah_ALkhater and H.E. Amir Khan Muttaqi of Afghanistan, we held a meeting in Doha and discussed humanitarian issue and education for all in Afghanistan (27/03) pic.twitter.com/DjSuXqia26
— Menteri Luar Negeri Republik Indonesia (@Menlu_RI) March 28, 2022
وأضاف مصدر مطّلع على النقاشات التي جرت الإثنين أنّ الاجتماع تناول "موضوع تعليم الفتيات إضافة إلى حقوق المرأة"، بحسب وكالة "فرانس برس".
ونهاية الأسبوع، قررت الولايات المتحدة إلغاء محادثات مقررة مع متقي في الدوحة احتجاجًا على إقفال المدارس أمام الفتيات.
وكانت طالبان قد أمرت أيضًا شركات الطيران في أفغانستان، بمنع صعود نساء على متن الطائرات في حال لم يكنّ برفقة محرم، في تدبير جديد يقيّد حريّات الأفغانيات. كذلك، شدّدت طالبان القيود على وسائل الإعلام الأجنبية.
بدوره، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان توماس ويست، أمام تجمّع لقادة السياسة في الدوحة نهاية الأسبوع إنّه: يتوقع عودة طالبان بسرعة عن قرار منع الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية.
"غير مقبول"
وصرّح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة "فرانس برس" أنّ "أي مسؤول أميركي لم يلتقِ بوزير الخارجية بالإنابة متّقي خلال زيارته لقطر، بما في ذلك خلال منتدى الدوحة".
وعلّق دبلوماسي بعد اجتماعات الإثنين بأنّ "المجتمع الدولي يريد أن يبعث برسالة مفادها أنّ ما يحدث غير مقبول".
وهناك مخاوف الآن من أنّ هذا الإجراء، قد يلحق الضرر بمناشدة الأمم المتحدة جمع 4,4 مليار دولار، لتغطية احتياجات أفغانستان الغذائية والصحية هذا العام.
وأقدمت ألمانيا وبريطانيا على تنظيم مؤتمر لجمع الأموال الخميس، وقد قدّمت ألمانيا 600 مليون يورو مساعدات لأفغانستان العام الماضي، لكنّ سفيرها المعيّن لدى أفغانستان ماركوس بوتزيل قال: "من الصعب للغاية إقناع سياسيينا ومواطنينا وإعلامنا بتقديم أموال عامة لبلد يتمّ فيه حرمان النساء من التعليم".