الأحد 15 Sep / September 2024

للسفر القصير.. منطاد تجاري يقلل انبعاثات الطيران بنسبة 90%

للسفر القصير.. منطاد تجاري يقلل انبعاثات الطيران بنسبة 90%

شارك القصة

إيرلاندير
تهدف شركة "أتش آي في" إلى بيع 265 من منطادها طراز "إيرلاندير" خلال العشرين عامًا القادمة (الغارديان)
طوّرت شركة "هايبرد آير فايكلز" منطادًا تجاريًا ينقل الركاب بين المدن القريبة فيما يخفّض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الطائرات بنسبة 90%.

وعدت شركة صغيرة مقرها بيدفورد بحل مشكلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للرحلات الجوية القصيرة عبر تقديم منطاد تجاري ينقل الركاب بين المدن القريبة، فيما يخفّض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 90%، بحسب صحيفة "الغارديان".

وقامت شركة "هايبرد آير فايكلز" (HAV)، التي طوّرت منطاد "إير لاندير 10" الجديد المزود بمحرك صديق للبيئة، بعد 84 عامًا من كارثة هيندنبورغ، بتحديد الخطوط الجوية التي تأمل في خدمتها اعتبارًا من عام 2025. وتشمل مسارات المنطاد الذي يتسع لـ100 راكب المسار من برشلونة إلى بالما دي مايوركا في أربع ساعات ونصف.

وقالت الشركة: "إن الرحلة بالمنطاد ستستغرق تقريبًا الوقت نفسه الذي يستغرقه السفر بالطائرة.. ولكنها ستولد بصمة كربونية أصغر بكثير، وستكون البصمة الكربونية لكل راكب على متن منطادها حوالي 4.5 كلغ، مقارنة بحوالي 53 كلغ عبر طائرة نفاثة".

وبحسب "الغارديان"، ستسيّر الشركة رحلة للمنطاد من ليفربول إلى بلفاست، وستستغرق خمس ساعات ودقيقتين؛ وكذلك من أوسلو إلى ستوكهولم في ست ساعات ونصف، فيما ستستغرق الرحلة من سياتل إلى فانكوفر ما يزيد قليلًا عن أربع ساعات.

وقالت "أتش آي في"، التي اجتذبت في السابق تمويلًا من بيتر هامبرو، مؤسس شركة مناجم الذهب الروسية بيتروبافلوفسك: "إن طائراتها كانت مناسبة بشكل مثالي للتنقل بين المدن مثل ليفربول إلى بلفاست وسياتل إلى فانكوفر، والتي يمكن لإير لاندر خدمتها بجزء ضئيل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون". 

حل عملي لأزمة المناخ

ونقلت "الغارديان" عن الرئيس التنفيذي لشركة "أتش آي في"، توم غراندي، الذي يقارن "إيرلاندير"بـ"العبّارة السريعة" قوله: "هذا ليس منتجًا فاخرًا، إنه حل عملي للتحديات التي تفرضها أزمة المناخ".

وأشار إلى أن 47% من رحلات الطيران الإقليمية تربط بين المدن التي تفصل بينها مسافة أقل من 370 كيلومترًا، وتنبعث منها كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون أثناء القيام بذلك.

وأكّد غراندي أن "إيرلاندير 10" الكهربائي الهجين يمكنه القيام بالرحلات نفسها ولكن بنسبة 10% فقط من البصمة الكربونية في عام 2025. وستقل هذه الانبعاثات في المستقبل عندما يُتوقع أن تعمل المناطيد بالطاقة الكهربائية بالكامل. وقال: "إنه فوز مبكر وسريع للمناخ، لا سيّما عندما تستخدم هذا لتجاوز عقبة مثل المياه أو التلال". 

شراكة مع شركات الطيران

وبحسب "الغارديان"، كشفت الشركة أنها تجري مناقشات مع عدد من شركات الطيران لتشغيل الرحلات، ومن المتوقع أن تعلن عن شراكات وعملاء من شركات الطيران في الأشهر القليلة المقبلة. ووقّعت الشركة بالفعل صفقة لتسليم منطاد لشركة السفر السويدية "أوشن سكاي كروزز"، التي قالت إنها تنوي استخدام المنطاد لتقديم "رحلة تجريبية" فوق القطب الشمالي مع مستكشف القطب الشمالي روبرت سوان.

وقال غراندي: "إن الشركة كانت في المراحل الأخيرة لتحديد موقع خط إنتاج المنطاد، والذي كان يؤمل أن يكون في المملكة المتحدة. وأضاف: "إن الشركة ستوظف حوالي 500 شخص يشاركون بشكل مباشر في الانتاج، وستدعم 1500 وظيفة أخرى في سلسلة التوريد". وتوظف الشركة حاليًا حوالي 70 شخصًا، معظمهم في مجال التصميم، في مكاتبها في بيدفورد. وأضاف: "إن الشركة تهدف إلى إنتاج نحو 12 منطادًا سنويًا اعتبارًا من عام 2025". 

سوق واعد

وتقول شركة "أتش آي في" إن التقديرات المستقلة تضع قيمة سوق المناطيد عند 50 مليار دولار على مدار العشرين عامًا القادمة، بحسب "الغارديان". وتهدف إلى بيع 265 من منطادها من طراز "إيرلاندير" خلال تلك الفترة.

وأجرى النموذج الأولي للطائرة التي تبلغ تكلفتها 25 مليون جنيه إسترليني ست رحلات تجريبية، انتهى بعضها بشكل سيء، إذ تحطمت في عام 2016 في ثاني رحلة تجريبية لها، بعد رحلة أولى ناجحة استغرقت 30 دقيقة. 

وتمكنت الطائرة، التي يمكنها الإقلاع والهبوط من أي سطح مستو تقريبًا، من الوصول إلى ارتفاع 7000 قدم (2100 متر) وسرعات تصل إلى 50 عقدة (57 ميلاً في الساعة) خلال اختباراتها النهائية. وحصلت الشركة على دعم حكومي بريطاني ومنح من الاتحاد الأوروبي.

تابع القراءة
المصادر:
"الغارديان"
Close