بعد أن أكدت السلطات الصحية البريطانية رصد فيروس شلل الأطفال في العاصمة لأول مرة منذ ثمانينيات القرن الماضي، أطلقت حملة لإعطاء جرعة تنشيطية من لقاحات الوقاية من الشلل في لندن لمن تقل أعمارهم عن عشر سنوات.
ورصدت وكالة الأمن الصحي 116 فيروسًا لشلل الأطفال في 19 عينة صرف صحي هذا العام في لندن، بعد أن أصدرت تحذيرًا في البداية بأنها رصدت الفيروس في يونيو/ حزيران. وقالت الوكالة إن مستويات الفيروس التي رُصدت والتنوع الجيني يشيران إلى أنه ينتشر في عدد من أحياء لندن.
ولم يتم رصد أي حالات حتى الآن لكن في محاولة لاستباق أي تفش محتمل، ستدعو السلطات الآن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام وتسعة أعوام إلى تلقي جرعة تنشيطية من اللقاح إلى جانب إعلانها بالفعل عن حملة لتتبع الأطفال على نطاق أوسع.
ضرورة تعزيز المراقبة
وتتباين معدلات التحصين في أنحاء لندن لكنها تظل في المتوسط تحت معدل التغطية البالغ 95 بالمئة الذي تقترح منظمة الصحة العالمية أنه ضروري لإبقاء شلل الأطفال تحت السيطرة.
وكانت منظمة الصحة العالمية والسلطات البريطانية قد أعلنتا في الثاني والعشرين من شهر يونيو الماضي العثور على آثار لشلل الأطفال، في عينات مأخوذة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في لندن.
وقالت المنظمة في بيان: "من المهم الإشارة إلى أنّه عُثر على الفيروس فقط في العينات البيئية، ولم يتم الكشف عن حالات شلل مصاحبة".
وأضافت المنظمة أنه "من المهم أن تقوم جميع البلدان، وخاصة تلك التي تشهد عددًا كبيرًا من حالات السفر والاتصال بالبلدان والمناطق المصابة بشلل الأطفال، بتعزيز المراقبة للكشف السريع عن أي استيراد لفيروس جديد وتسهيل الاستجابة السريعة".
وأكدت "الصحة العالمية" أن "أي شكل من أشكال فيروس شلل الأطفال، أينما كان، يحمل تهديدًا لكل أطفال العالم"، وهو مرض شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب شللًا دائمًا.
ويُعد فيروس شلل الأطفال البري الأكثر شهرة من ضمن سلالات هذا الفيروس. كما يوجد شكل آخر من فيروس شلل الأطفال يمكن أن ينتشر ضمن مجتمعات معينة. وبالرغم من أن هذا النوع نادر جدًا إلّا أنه بات أكثر تواترًا في السنوات الاخيرة بسبب نقص كمية اللقاحات في بعض المجتمعات.
