للمرة الأولى.. وفد من طالبان سيحضر مؤتمر المناخ "كوب29" في أذربيجان
أفادت وزارة الخارجية الأفغانية، اليوم الأحد، بأن مسؤولين من حركة طالبان سيحضرون مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب29" في أذربيجان الذي يبدأ هذا الأسبوع، وهذه أول مرة تشارك فيها طالبان في القمة منذ توليها السلطة في 2021.
ويُفترض أن يختتم مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ الذي يعقد في باكو عاصمة أذربيجان (بين 11 و22 نوفمبر/ تشرين الثاني) مع هدف جديد للمساعدات المالية للدول النامية، حتى تتمكن من الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحترار المناخي العالمي والتكيف مع تغيّر المناخ.
طالبان بصفة مراقب
وسيحل الهدف الجديد مكان الهدف المتمثل بمئة مليار دولار الذي حُدد عام 2009 وتحقق بصعوبة سنة 2022.
إلا أن المؤتمر يأتي عقب فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية والذي يتخذ مواقف مخالفة من قضايا المناخ، ولا سيما أنه سحب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ في ولايته الأولى، ولكن في فبراير/ شباط 2021، عادت الولايات المتحدة رسميًا إلى الاتفاقية الدولية التاريخية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، بعد تسلم جو بايدن الرئاسة.
ولم تسمح الأمم المتحدة لطالبان بتولي مقعد أفغانستان في الجمعية العامة ولا تعترف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة رسميًا بحكومة أفغانستان ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى القيود التي فرضتها طالبان على تعليم النساء وحرية التنقل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية عبد القهار بلخي إن مسؤولين من الوكالة الوطنية لحماية البيئة وصلوا إلى أذربيجان لحضور مؤتمر كوب29. وتولت طالبان إدارة الوكالة عندما عادت إلى السلطة مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
وشارك مسؤولو طالبان في اجتماعات نظمتها الأمم المتحدة بشأن أفغانستان في الدوحة وحضر وزراء من طالبان منتديات في الصين وآسيا الوسطى في العامين الماضيين.
لكن مكتب مؤتمر الأطراف التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أرجأ النظر في مشاركة أفغانستان منذ عام 2021، مما أدى فعليًا إلى تجميد مشاركة البلاد في المحادثات.
وكافحت المنظمات غير الحكومية الأفغانية لحضور مفاوضات المناخ في السنوات القليلة الماضية.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع على الأمر لوكالة رويترز إن أذربيجان المضيفة دعت مسؤولي وكالة البيئة الأفغانية إلى المؤتمر كمراقبين، مما مكنهم من "المشاركة المحتملة في مناقشات هامشية وعقد اجتماعات ثنائية محتملة".
وقال المصدر، إن المسؤولين الأفغان لا يستطيعون الحصول على أوراق اعتماد للمشاركة في الإجراءات مثل الدول ذات العضوية الكاملة، لأن طالبان لا تحظى بالاعتراف الرسمي داخل نظام الأمم المتحدة باعتبارها الحكومة الشرعية لأفغانستان.
تأثير المناخ
وتعتبر أفغانستان واحدة من أكثر الدول تأثرًا بتغير المناخ، وتسببت السيول في مقتل المئات هذا العام، وعانت الدولة التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة من واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود.
ويواجه العديد من المزارعين الذين يعتمدون على الدعم، والذين يشكلون جزءًا كبيرًا من السكان، انعدام الأمن الغذائي المتزايد.
وانتقد بعض الداعمين العزلة الدولية لطالبان، قائلين إنها تؤذي الشعب الأفغاني فقط.
وقال حبيب ميار، نائب الأمين العام لمجموعة الدول الهشة السبع الموسعة، وهي منظمة حكومية دولية تضم الدول المتضررة من الصراعات: "أفغانستان هي واحدة من الدول التي تخلفت بالفعل عن تلبية احتياجاتها".
وأضاف ميار: "إنهم يدفعون ثمنًا مضاعفًا. فهناك نقص في الاهتمام، ونقص في التواصل مع المجتمع الدولي، ثم هناك الاحتياجات الإنسانية المتزايدة".
وتهدف اتفاقية باريس للمناخ التي أبرمت عام 2015 إلى احتواء الاحترار دون درجتين مئويتين ومواصلة الجهود لحصره بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بالفترة الممتدة بين 1850 و1900.
ومع احترار وصل إلى 1,3 درجة مئوية تقريبًا، بدأ العالم يشهد سلسلة من الظواهر المناخية المتطرفة هذا العام الذي يُرجَّح أن يكون السنة الأكثر حرًا على الإطلاق. ومن بين هذه الظواهر فيضانات وموجات حر وجفاف.
لكن حسابات الأمم المتحدة للبيئة تشير إلى أن الوعود الحالية تقودنا إلى احترار بـ2,6 إلى 2,8 درجة مئوية بحلول عام 2100.