تواجه القرى العربية في النقب مخططات عديدة للسيطرة على أراضيها وتجميع سكانها في مناطق جغرافية محصورة. وتواجه قرية الفخاري خطر التهجير للمرة الثانية خلال العقود الأخيرة لتوسعة بلدة لهافيم اليهودية المجاورة.
فلا شوارع تؤدي إلى بلدة الفخاري في النقب ولا يزورها الغرباء باستثناء إنذارات السلطات الإسرائيلية بنية تهجير أهالي القرية، علمًا أن الأهالي هجروا إليها عام 1984 بوعد واحد أن لا يهجروا مرة Hخرى.
أساليب تهجير متنوعة
وتنقطع ظروف الحياة الكريمة والخدمات من كهرباء وغيرها بحسب طلب الرواشدة، أحد أهالي قرية الفخاري. ويقول في حديث إلى "العربي": "نحن نرضى بكل ذلك، لكنهم مصرون على تهجيرنا".
وتتنوع أساليب التهجير في النقب، وأكثرها رواجًا هو العرض على الأهالي بالخروج من القرية مقابل الحصول على شقق سكنية حديثة في بئر السبع، لكن لا يمكن تربية المواشي فيها في مجتمع لا يزال يعتاش على تربية المواشي، ويرى في الأرض قيمة لا تعوّض أو تستبدل.
الفخاري تعكس صراع الوجود
ويقول الباحث في تاريخ النقب، عامر الهزيل، في حديث إلى "العربي": "إن ما يحدث هو بالفعل تنفيذ لاستراتيجية تجميع أكبر عدد لإبتلاع القرى وتطهير الناس من مناطقها". وتضيّق السلطات الإسرائيلية ظروف الحياة اليومية على الأهالي لدفعهم للمصادقة على مقترحات التهجير.
ويؤكد الكاتب الصحفي محمد وتد أن قرية الفخاري هي نموذج مصغّر لأربعين قرية بدوية فلسطينية مسلوبة الاعتراف. ويقول في حديث إلى "العربي" من أم الفحم: "نتحدث عن قرى قائمة قبل إسرائيل". ويعتبر أن الفخاري تمثل في هذه المرحلة معركة الصراع على الوجود حيث يقطن الـ40 قرية نحو 120 ألف فلسطيني بدوي".
ولا تعترف سلطات الاحتلال بملكية الفلسطينيين على صحراء النقب. وينشب الصراع على حوالي مليون دنم وهي المساحة المتبقية للبدو في الجنوب. ويؤكد وتد أن إسرائيل تريد تجميع البدو الفلسطينيين على بقعة أرض لا تتجاوز مساحتها 300 ألف دنم.