اشتبك العشرات من المحتجين مع الشرطة في فرنسا وحطموا واجهات متاجر اليوم الثلاثاء، خلال مشاركة الآلاف في مظاهرة في شوارع العاصمة باريس للمطالبة بزيادة الرواتب.
وأفادت وزارة الداخلية الفرنسية بأن السلطات الأمنية اعتقلت 11 شخصًا في باريس، مشيرة إلى أنّ 107 آلاف شخص على مستوى البلاد قد لبوا دعوة الاحتجاج التي وجهتها أحزاب يسارية وبعض النقابات العمالية، فيما قالت الكونفدرالية العامة للشغل إنّ 70 ألف شخص شاركوا في مسيرة باريس.
وتوقف تسيير القطارات بين الأقاليم بنسبة النصف تقريبًا، في الوقت الذي دعت فيه عدة نقابات إلى إضراب على مستوى البلاد سعيًا إلى استثمار الغضب على التضخم الذي لم تشهد له فرنسا مثيلاً منذ عقود، وكذلك امتدت الإضرابات العمالية المستمرة منذ أسابيع في مصافي النفط إلى قطاعات اقتصادية أخرى.
صور مباشرة من العاصمة الفرنسية باريس.. إضراب عام يشل الحركة في #فرنسا 👇 pic.twitter.com/aTvhVINO2V
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 18, 2022
إضرابات وسط أزمة طاقة
وتعد احتجاجات الثلاثاء، التي يروج لها السياسيون المعارضون منذ أسابيع، أصغر بالمقارنة باحتجاجات حركة السترات الصفراء أو المعارضة لإصلاح الإيجارات خلال فترة رئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون الأولى.
لكن مجيء الإضرابات وسط أزمة طاقة واسعة في أوروبا يمثل أصعب تحد يواجه الرئيس الفرنسي منذ انتخابه لفترة ثانية في مايو/ أيار الماضي.
ويأمل زعماء النقابات العمالية في أن يتحرك الموظفون بسبب قرار الحكومة إجبار بعضهم على العودة إلى العمل في مستودعات البنزين لمحاولة إعادة تدفقات الوقود، وهي خطوة يقول البعض إنها تعرض الحق في الإضراب للخطر.
ودعت الكونفدرالية العامة للشغل بشكل خاص إلى إضراب مستمر للأسبوع الرابع في منشآت لشركة "توتال إنرجيز"، رغم توصل الشركة النفطية لاتفاق مع نقابات عملية أخرى يوم الجمعة الماضي يشمل زيادة 7% في الرواتب ومكافأة. وتطالب الكونفدرالية العامة للشغل بزيادة الأجور بنسبة 10%، مشيرة إلى التضخم والأرباح الضخمة للشركة.
"أجواء سياسية متوترة"
ومع تصاعد التوتر في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، امتدت الإضرابات بالفعل إلى أجزاء أخرى من قطاع الطاقة، ومنها شركة الطاقة النووية العملاقة "إلكتريستي دو فرانس"، حيث ستتأخر أعمال الصيانة الضرورية لإمدادات الطاقة في أوروبا.
وقالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن يوم الأحد، إن الإضرابات تأتي وسط أجواء سياسية متوترة، إذ تستعد الحكومة الفرنسية لإقرار ميزانية 2023 باستخدام صلاحيات دستورية خاصة تمكنها من اجتياز تصويت في البرلمان.
ونزل الآلاف إلى شوارع باريس يوم الأحد للاحتجاج على ارتفاع الأسعار. وسار جان لوك ميلينشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتشدد، إلى جانب الأديبة آني إرنو، الحائزة على جائزة نوبل للآداب هذا العام. ودعا إلى إضراب عام الثلاثاء.