بدأ الاتحاد العام لعمال إسرائيل (الهستدروت) تنفيذ إضراب عام الإثنين سعيًا لدفع حكومة بنيامين نتنياهو إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي العثور على جثث ستة منهم.
وكان أرنون بار ديفيد، رئيس الاتحاد الذي يعد أبرز نقابة عمالية في إسرائيل قد قال في مؤتمر صحفي الأحد: "علينا أن نوقف هذا التخلي عن الرهائن.. توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرك أولئك الذين يحتاجون لذلك، غدًا الساعة السادسة صباحًا سيعم الإضراب الاقتصاد الإسرائيلي بكامله".
كما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد عائلات الأسرى في غزة إلى المشاركة في الإضراب العام.
إضراب عام في إسرائيل
ودخل الإضراب العام حيز التنفيذ صباح اليوم الإثنين حيث يشمل مستشفيات ومصارف والبورصة وشركات الحافلات والقطارات، بحسب مراسل التلفزيون العربي.
وأشار المراسل إلى توقف الطائرات المغادرة في مطار بن غوريون لساعات التزامًا بالإضراب العام.
وأعلن عن الإضراب بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي انتشال جثث ستة أسرى، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية، من نفق في مدينة رفح بجنوب القطاع الذي يشهد حربًا مدمرة منذ نحو 11 شهرًا.
وتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين الأحد في مدن عدة للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق الأسرى. وهتف المتظاهرون "أين أنتم؟" أمام مبنى كانت تجتمع فيه الحكومة في القدس. وفي تل أبيب، أغلق متظاهرون الطريق السريع.
غضب شعبي
وفي هذا السياق، يشير الباحث في الشأن الإسرائيلي، أمير مخول، إلى أهمية نقابة العمال في إسرائيل من الناحية السياسية، لافتًا إلى أن الإضراب الذي أعلنته النقابة هو إضراب سياسي وليس مطلبيًا.
وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من حيفا، يلحظ مخول مؤشرات انطلاق الغضب الشعبي مجددًا، معتبرًا أن مقتل الأسرى الستة الإسرائيليين قد يكون نقطة مفصلية.
ويوضح الباحث السياسي أن الإسرائيليين يعتبرون أن هؤلاء المحتجزين قُتلوا بينما كان من الممكن أن يعودوا لو أُبرمت صفقة التبادل، ويتّهمون رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشكل مباشر بأنه المسؤول عن مقتلهم.
لكن مخول يرى أن الحكومة الإسرائيلية لم تصل بعد إلى نقطة الانكسار رغم المظاهرات التي تدعو لإبرام صفقة تبادل أسرى وليس لإنهاء الحرب.
ويعرض الباحث السياسي احتمال استقالة رؤساء أجهزة أمنية، أو إقامة حزب شاس لحكومة وحدة قومية مع المعارضة دون الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش.
ويرى أن نتنياهو غير قادر في هذه المرحلة على إقالة وزير أمنه، يوآف غالانت، لأسباب سياسية، حيث قد تؤدي إقالته إلى فقدان نتنياهو لحكومته. كما يعتقد مخول أن المعارضة الإسرائيلية ليست متناغمة، مستبعدًا استقالة الحكومة الحالية تحت ضغط الشارع.
نتنياهو يتوعد حماس
وفي ظل ضغوط متزايدة في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لإطلاق الأسرى، بعد أشهر من الجمود في المفاوضات، توعد نتنياهو حماس بـ"تصفية الحساب" معها.
وقال موجهًا حديثه لحماس: "من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقًا" على هدنة في غزة، مضيفًا: "سنطاردكم ونقبض عليكم"، وفق قوله.
وأكد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أن الأسرى "قتلوا بدم بارد بأيدي حماس قبل وصولنا إليهم"، حسب زعمه.
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية، إن التشريح الذي أجري صباح أمس الأحد أظهر أن الأسرى الستة قتلوا "من مسافة قريبة جدًا، بين الخميس وصباح الجمعة".
وفي المقابل، حمّل عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق إسرائيل مسؤولية مقتل الأسرى. وقال في بيان: "من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصرّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن الستة "لم يتم قتلهم إلا بالقصف الصهيوني".