الإثنين 28 أكتوبر / October 2024

خلافات واحتجاجات تعم إسرائيل.. ما مصير المفاوضات والعمليات العسكرية؟

خلافات واحتجاجات تعم إسرائيل.. ما مصير المفاوضات والعمليات العسكرية؟

شارك القصة

دعت عائلات المحتجزين والأسرى الإسرائيليين إلى إضراب عام للضغط على حكومة نتنياهو
دعت عائلات المحتجزين والأسرى الإسرائيليين إلى إضراب عام للضغط على حكومة نتنياهو- الأناضول
تزداد التساؤلات عن تأثير الاحتجاجات الضخمة والخلافات الإسرائيلية الحادّة على تصعيد قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في الضفة وغزة وسط تنامي ردة الفعل الفلسطينية المقاومة.

انفجرت الأحد، حالة من الغضب بوجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد العثور على ست جثث لمحتجزين إسرائيليين في قطاع غزة.

وفي مقدمة الموجة الحادة من الانتقادات، برز اشتباك كلامي بين نتنياهو ووزير أمنه يوآف غالانت الذي قال إنّ الوقت قد انتهى بالنسبة للمحتجزين الذين قُتلوا، بينما يجب إعادة المختطفين الباقين، والتراجع فورًا عن قرار الاحتفاظ بمحور فيلادلفيا.

إلا أنّ نتنياهو سارع بالردّ محمّلًا حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المسؤولية، زاعمًا أنّها "ترفض إجراء مفاوضات حقيقية".

من جهته، طالب زعيم المعارضة يائير لابيد بإغلاق الاقتصاد، وقال إنّ الحكومة ونتنياهو قرّرا عدم إنقاذ المحتجزين، بينما طالب زعيم "معسكر الدولة" بني غانتس من وصفهم بـ"الجمهور"، بالخروج إلى الشارع واستبدال "حكومة الفشل المطلق"، في إشارة لحكومة نتنياهو.

أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حليف نتنياهو، فهدّد بمواصلة ضرب "حماس" حتى تدميرها بالكامل وإعادة الأسرى، بينما هاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عقد أي صفقة، وجدّد مطالبته بقتل الأسرى الفلسطينيين وإقرار قانون الإعدام بحقهم.

إضراب عام

من جانبها، دعت عائلات المحتجزين والأسرى الإسرائيليين إلى إضراب عام، معتبرة أنّ العثور على الجثث في غزة هو "نتيجة مباشرة لإفشال نتنياهو للصفقات"؛ في وقت أعلنت نقابة العمال الإضراب العام يوم الإثنين، بعد اجتماع مع أهالي المحتجزين في قطاع غزة.

وتأتي هذه التطوّرات في الداخل الإسرائيلي، وسط تصاعد العملية العسكرية المستمرة التي تشنها قوات الاحتلال على المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، في وقت تنمو الهجمات ضد أهداف الاحتلال في شمال الضفة وصولًا إلى جنوبها، بشكل تتخطّى الطابع الفردي إلى الطابع التنظيمي القائم على التخطيط المسبق.

تصعيد جديد للتصدّع الإسرائيلي

وفي هذا الإطار، أوضح الباحث في مركز مدى الكرمل الدكتور إمطانس شحادة أنّ إسرائيل تُواجه تصعيدًا جديًا للاحتقان والتصدّع داخل المجتمع الإسرائيلي وفي المشهد السياسي.

وقال شحادة في حديث إلى "التلفزيون العربي" من حيفا، إنّ الاحتجاجات في إسرائيل تكذّب الادعاء الإسرائيلي بأن العمليات العسكرية وحدها هي الضامن لأمن إسرائيل ولإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وتضع حكومة نتنياهو في أزمة خاصة أنّها لا تريد التوصّل لاتفاق لإعادة المحتجزين في قطاع غزة من جهة، وتزيد من التصدّع داخل الحكومة بين المؤسسة السياسية والأمنية التي تدفع باتجاه التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأضاف أنّ قسمًا كبيرًا من المجتمع الإسرائيلي اقتنع الآن أنّ نتنياهو يُناور ويُعطّل.

المجتمع الإسرائيلي أمام ضغوطات عدة

من جهته، اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أنّ مشاركة أكثر من 200 ألف متظاهر في الاحتجاجات هو رقم غير مسبوق لم تشهده إسرائيل منذ وقت طويل، خاصة مع انضمام المعارضة لأهالي الأسرى في تحوّل مهم.

وقال البرغوثي في حديث إلى "التلفزيون العربي" من رام الله، إنّ هذا لا ينفي أنّ المجتمع الإسرائيلي يعيش تحت ضغط، فهو لديه نزعة فاشية عنصرية إجرامية تنامت بشكل صارخ بعد 7 أكتوبر من جهة، بينما يدفع الثمن من جهة أخرى.

وقال إنّ المجتمع الإسرائيلي أدرك أنّه أمام خيارين: إما إيقاف الحرب والقبول بصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، أو موت الأسرى جميعًا، وهو أمر غير مهم لنتنياهو.

وأشار إلى عنصر ضغط ثانٍ يتمثّل في الاقتصاد الذي يترنّح، مع التكاليف الباهظة للحرب والتي تُقدّر الآن بـ 70 مليار دولار، وهو ما يفوق قدرته على التحمّل.

وأضاف أنّ كل ذلك يترافق مع العزلة الدولية التي تُعانيها تل أبيب، خاصة مع توقّعات بعودة الاحتجاجات المناهضة للحرب مع اقتراب بدء العام الدراسي في الجامعات حول العالم.

إسرائيل لن تستطيع أن تهزم "حماس"

بدوره، أكد كبير الباحثين في مركز المصلحة الوطنية غريغ بريدي أنّ التحوّلات التي قد تطرأ على الساحة السياسية في إسرائيل ليست عاملًا مفاجئًا للإدارة الأميركية، التي بدأت تمارس الضغوط على حكومة نتنياهو منذ مايو/ أيار الماضي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال بريدي في حديث إلى "التلفزيون العربي" من واشنطن، إنّ إسرائيل لن تستطيع أن تهزم "حماس" كما لم تستطع واشنطن أن تهزم "طالبان".

وأشار إلى أنّ إدارة بايدن رغم سعيها لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أنّها لم تكن راغبة في ممارسة ضغوط حقيقية على نتنياهو.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close