تسيطر فضيحة المنشطات والتلاعب ببيانات المختبر التي اتُهمت فيها روسيا عام 2015، على أولمبياد طوكيو المزمع إقامته بين 23 يوليو/ تموز و8 أغسطس/ آب المقبلين.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن النشيد الوطني الروسي سيغيب عن قائمة الأناشيد الوطنية؛ وعلى منصة التتويج، لن يقف الرياضيون الروس الفائزون تحت علم بلادهم.
كما ستُنافس البعثة الأولمبية الروسية، المؤلفة من 335 رياضيًا، تحت اسم "ROC" (اللجنة الأولمبية الروسية)؛ وحتى هذا الاسم الكامل لا يُمكن عرضه.
وسيتمّ رفع علم اللجنة الأولمبية المؤلف من ثلاثة ألسنة لهب ترفرف فوق الحلقات الأولمبية، بدلًا من العلم الروسي؛ كما سيُعزف لحن كونشرتو البيانو رقم 1 لبيوتر تشايكوفسكي، بدلًا من النشيد الوطني الروسي.
العقوبات الأقسى على الإطلاق
وعام 2015، وجد تقرير بتكليف من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، دليلًا على تعاطي الرياضيين الروس المنشطات، إضافة إلى التلاعب ببيانات المختبر.
ومُنعت على إثره روسيا من استخدام اسمها وعلمها ونشيدها في البطولات الرياضية العالمية لمدة أربع سنوات، بما في ذلك الأولمبياد الحالي.
وسيُحرم الرياضيون الروس من المنافسة في المسابقات الدولية الكبرى، تحت علمهم أو عزف النشيد الوطني حتى أواخر عام 2022.
وبحسب الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، فإن العقوبات كانت هي "الأقسى على الإطلاق" في سجل الجرائم المتعلّقة بالمنشطات. لكن بعض القادة الأولمبيين يرون أن العقوبات بسيطة للغاية.
من جهته، قال الرئيس فلاديمير بوتين عام 2017: إن التنافس تحت علم محايد أو مقاطعة الألعاب الأولمبية بالكامل سيكون بمثابة "إذلال للبلاد". ورغم ذلك قرّرت روسيا إرسال رياضييها للمنافسة.
وفي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ عام 2018، سار الرياضيون الروس في احتفالات الافتتاح حاملين العلم الأولمبي ولقب "الرياضي الأولمبي من روسيا".
كما ارتدى الفريق معاطف رمادية فاتحة وأوشحة وقبعات بيضاء وسراويل جينز زرقاء، وهو اختلاف عن زيّهم المعتاد بالأحمر والأبيض والأزرق.
حل وسط
لكن في هذا الأولمبياد، سمحت محكمة التحكيم للرياضة لروسيا باستخدام ألوانها الوطنية. ويمكن أن يحتفظ اللاعبون باسم روسيا على الزي الرسمي إذا كان ملاصقًا لكلمة "رياضي محايد".
وسيرتدي الفريق الأولمبي الروسي قمصان بولو وسراويل رياضية مزينة بشرائط بيضاء وزرقاء وحمراء، وبالتالي لن يكون من الصعب تحديد الرياضيين الروس، وفقًا لرئيس اللجنة الأولمبية الروسية ستانيسلاف بوزدنياكوف.
لكن مسؤولي محكمة التحكيم الرياضية رفضوا الاستعاضة عن النشيد الوطني الأصلي بأغنية "كاتيوشا" الشعبية في العهد السوفياتي، التي كانت الاختيار الأول للفريق الروسي.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي يتنافس فيها الرياضيون الروس تحت علم محايد. فحين تفكّك الاتحاد السوفياتي عام 1992 قبل شهرين فقط من الألعاب الأولمبية، شارك الرياضيون من الاتحاد السوفيتي السابق، باستثناء دول البلطيق، تحت علم محايد في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ألبرتفيل الفرنسية، والألعاب الأولمبية الصيفية في برشلونة. وعندما فاز الرياضيون بميداليات ذهبية، تمّ عزف اللحن الأولمبي.
وشرح فيليب داغاتي، المختص بالعلاقات الدولية الرياضية، أن شبح الإحراج الذي سببّته قضية عام 2015، سيُلاحق حضور روسيا الأولمبي في أولمبياد طوكيو، كما أن تسجيل الرياضيين الروس أرقامًا قياسية عالمية، لن يُحسب على أنه فوز روسي، على الأقل حسب السجلات الرسمية.