السبت 16 نوفمبر / November 2024

لماذا كشفت إسرائيل عن تحالف دفاعي بقيادة أميركية في المنطقة؟

لماذا كشفت إسرائيل عن تحالف دفاعي بقيادة أميركية في المنطقة؟

شارك القصة

حلقة من "للخبر بقية" تسلط الضوء على إعلان إسرائيل عن تشكيل تحالف للدفاع الجوي في الشرق الأوسط بمشاركة عربية وقيادة أميركية (الصورة: تويتر)
أعلنت إسرائيل عن تشكيل تحالف عسكري جوي في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة وأن هذا التحالف أحبط محاولات إيرانية لشن هجمات.

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن إسرائيل أنشأت تحالفًا عسكريًا جويًا في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة، وأن هذا التحالف أحبط محاولات إيرانية لشن هجمات.

وأوضح غانتس أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن هدف هذه المنظومة هو المساهمة في كل ما يتعلق بمحاولات إيران لاستهداف دول المنطقة بصواريخ كروز وطائرات مسيرة.

وشدّد غانس على أن إسرائيل سجّلت خلال الأشهر الأخيرة نجاحات كبيرة في الموقف الأميركي من إيران ومنها إبقاء الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الأميركية وإدانة الوكالة الدولية للطاقة النووية لإيران.

من جهته، قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا محمد مرندي أن إزالة الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب لم يكن شرطًا للتوصل لاتفاق، وأنه لا يمكن أن تكون العائق الأخير أمام أي صفقة"، بينما قال مسؤول عسكري إيراني بارز إن الأنشطة العسكرية المشتركة لإسرائيل وبعض الدول العربية في الخليج منبعها اليأس.

وتتزامن التطورات الأخيرة مع قرب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن "الهدف الأساسي لإسرائيل من زيارة الرئيس الأميركي سيكون إبرام خطة عمل مشتركة مع الولايات المتحدة لكبح برنامج إيران النووي".

دور السياسة الإسرائيلية الداخلية

وفي هذا الإطار، يعتبر الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن الإعلان حول الذهاب لانتخابات مبكرة من قبل الحكومة الإسرائيلية سيضع الملف الإيراني على نار حامية.

ويقول في حديث إلى "العربي" من حيفا: "إن إسرائيل تمتلك سياسة داخلية تؤثر على السياسة الخارجية أكثر مما يفعله العكس".

ويرى أن تصريحات غانس كشفت ربما بقصد أو بغير قصد عن أهم غايات الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط وهي التعاون الإقليمي للوقوف بوجه إيران والصواريخ البالستية التي تمتلكها.

ويشير شلحت إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحاول منذ أن استلمت المنصب أن تظهر بصورة أكثر عدوانية ويمينية من الحكومات السابقة التي وقفت ضد الاتفاق النووي الإيراني.

القفز على التوازن القائم

من جهته، يلفت أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة طهران حسن أحمديان إلى أن إسرائيل تحاول أن تقفز على التوازن القادم لإحداث آليات ضغط جديدة على إيران بالقرب من حدودها.

ويقول في حديث إلى "العربي" من طهران: "هذا الأمر يقلق إيران ويمس بأمنها القومي". ويعتبر أن ذلك قد يدفع إيران للتصعيد في الجوار الإسرائيلي للحد من قدراتها التي قد تستخدم ضد إيران في المستقبل.

ويشير أحمديان إلى أنه "لا يوجد الآن أي تصعيد إسرائيلي ضد إيران خارج السياق الماضي الذي ضم اغتيال شخصيات إيرانية وهجمات سيبرانية"، معتبرًا أن المستجد هو "القدوم إلى الحدود الإيرانية والتمترس في أراضي الدول المجاورة لإيران ما يؤثر على العلاقات بين إيران وبعض الدول العربية المنخرطة في الإستراتيجية الإسرائيلية". 

كما يلفت أحمديان إلى القلق العربي ولا سيما الإماراتي من برنامج إيران النووي، لكنه يعتبر أن الحوار الإيراني العربي أو نجاح المفاوضات النووية يشكلان خطرًا على إسرائيل التي تحاول أن تزيد الخلافات الإيرانية العربية في المستقبل. 

دوافع عربية للانخراط مع إسرائيل

من جانبه، يتساءل الباحث المتخصص في الشأن الإيراني نبيل العتوم حول السبب الذي يدفع بعض الدول العربية للتنسيق مع الجانب الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأميركية في هذه البنية الدفاعية، متحدثًا عن اقتراب إيران إلى حدود الدول العربية عبر أذرعها المختلفة. 

ويؤكد العتوم، في حديث إلى "العربي" من عمّان، على "وجود تهديد إيراني حقيقي دفع لبناء هذه البنية الدفاعية التي تتحدث عنها إسرائيل".

ويشير إلى أن جمود المفاوضات النووية وحديث الوكالة الدولة للطاقة الذرية عن تخصيب إيران لليورانيوم إضافة إلى الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، تمثل الدوافع والهواجس بالنسبة للدول العربية. 

وحول التوازن الأميركي بين مصالح إسرائيل ورغبتها بالتوصل للاتفاق النووي مع إيران، يشير العتوم إلى أن إيران هي من قدّم العراق على طبق من فضة لإيران وحاولت استنزاف قدرات المنطقة وشرعنة وجود قاعدات أميركية فيها بما يشكل مصلحة إسرائيلية أميركية في الأساس.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close