تزعم دراسة جديدة أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، والذين يستخدمون الإنترنت بانتظام، هم أكثر سعادة في حياتهم وأقل عرضة للإصابة بالاكتئاب.
فبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وجد باحثون من جامعة هونغ كونغ أن "المتصفحين الفضيين"، الذين يسجلون الدخول بشكل متكرر لإرسال أو استقبال رسائل البريد الإلكتروني، أو إجراء عمليات شراء أو البحث عن معلومات، يتمتعون بصحة أفضل من أولئك الذين لا يفعلون ذلك.
دراسة شملت 87 ألف شخص
وفي الدراسة، قام الفريق بتحليل بيانات من 87 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا فما فوق في 23 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة، تمت متابعتهم لمدة ست سنوات في المتوسط.
وتم تقسيمهم إلى أربع مجموعات: أولئك الذين لم يستخدموا الإنترنت مطلقًا، وأولئك الذين استخدموه أقل من مرة واحدة في الأسبوع، وأولئك الذين قاموا بتسجيل الدخول أسبوعيًا، وأولئك الذين استخدموه يوميًا.
العلاقة بين استخدام الإنترنت والرضا عن الحياة
واكتشفوا أنه مع زيادة استخدام الإنترنت، أبلغ المشاركون عن مستويات أعلى من الرضا عن الحياة وصحة أفضل.
وفي إنكلترا، أظهر التحليل أن أولئك الذين يستخدمون الإنترنت يوميًا هم فقط أقل عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب مقارنة بالفئات الأخرى.
وبشكل عام، يبدو أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق يسجلون أكبر فائدة من استخدام الإنترنت، كما وجد الفريق.
تعزيز التفاعل الاجتماعي
كما يشير الباحثون إلى أن استخدام الإنترنت للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فما فوق، يمكن أن يعزز التفاعل الاجتماعي ويقلل من الشعور بالوحدة.
ويمكن أن يسمح أيضًا لهؤلاء الأفراد بالوصول إلى المعلومات والخدمات، التي يمكن أن توفر بدورها الدعم العاطفي والمشورة الطبية.
ومع ذلك، حذر الباحثون من أن الأمر قد يكون "سيفًا ذا حدين" للصحة العقلية بين كبار السن، لأن قضاء وقت طويل على الإنترنت يمكن أن يؤثر على النوم والنشاط البدني والتواصل الاجتماعي في الحياة الواقعية.
كما اعتبروا أن استخدام الإنترنت بانتظام قد يعني أيضًا أن الأشخاص أكثر عرضة للاحتيال والمعلومات المضللة عبر الإنترنت.
وكانت دراسة سابقة قد وجدت أن كبار السن الذين يستمرون في استخدام الإنترنت لديهم نصف خطر الإصابة بالخرف، مقارنة بأولئك الذين نادرًا ما يستخدمون الإنترنت.
أمّا بالنسبة للذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، والذين يستمتعون بالتصفح عبر الإنترنت، فقد أشارت أبحاث أخرى إلى أنه بالنسبة للشباب، يمكن ربط استخدام الإنترنت بزيادة القلق وضعف احترام الذات واضطرابات الأكل والتعرض للتحرش عبر الإنترنت.