الأحد 1 Sep / September 2024

في يومه العالمي.. كيف تحول الإنترنت إلى أحد أساسيات الحياة؟

في يومه العالمي.. كيف تحول الإنترنت إلى أحد أساسيات الحياة؟

شارك القصة

"العربي" يلقي الضوء على أهمية الإنترنت في حياتنا اليومية ومستقبل الشبكة العنكبوتية (الصورة: غيتي)
يحتفل العالم في 29 أكتوبر بيوم الإنترنت العالمي، الذي تحول إلى أحد أساسيات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

الشبكة العنكبوتية أو ما يعرف بالإنترنت، تعد حجر الأثاث للثورة التكنولوجية الافتراضية التي غيرت شكل العالم بكافة تفصيلاته.

فالعالم شيئًا فشيئًا لم يعد قادرًا على الدوران الاقتصادي والاجتماعي، بل وحتى السياسي والعسكري بعيدًا عن هذه الشبكة، حتى أن مستوى تطور الشعوب وحداثتها أصبح اليوم يقاس بسرعة ومقدار ارتباطها بالإنترنت.

الإنترنت أساس الاقتصاد 

اقتصاديًا، ينتقل العالم بشكل تدريجي إلى التجارة الإلكترونية والعمل من المنزل، حيث أثبتت جائحة كورونا نجاعة هذا النموذج، وقد تكون الأرباح الخيالية التي حققتها شركات "أمازون" أكبر دليل على فعالية الأسواق الافتراضية.

أما على صعيد المجتمعات، فتحول الاتصال بالإنترنت إلى أحد أساسيات الحياة بالنسبة للكثيرين، الذين يستعينون به في أدق تفاصيل يومياتهم، من كيفية الوصول لعنوان محدد وصولًا إلى طريقة تحضير الطعام.

صورة تعبيرية عن العمل من المنزل - غيتي
صورة تعبيرية عن العمل من المنزل - غيتي

تأثير الإنترنت على الإعلام

ولعلّ القطاع الإعلامي من أكثر المتأثرين بسطوة الإنترنت، حيث بات إنشاء تلفزيونٍ افتراضي أقل تكلفة وأكثر قدرةً للوصول إلى المشاهدين من التلفزيونات التقليدية بتكاليفها التشغيلية المرتفعة. 

حتى أن الإنترنت نجح بالقضاء بشكل شبه تام على الإصدارات الورقية للجرائد والكتب والدوريات.

دور الإنترنت في السياسة

كذلك الأمر في السياسات والنزاعات، فقد أصبحت الشبكة العنكبوتية سلاحًا أساسيًا سواء لنقل الصورة المباشرة من الميادين، أو للدفع تجاه تغيير سياسي معين، أو لفرض قطع الشبكة من حكومات بعينها منعًا من نشر ما يجري على الأرض.

وهذا ما فهمته الحكومات جيدًا، بعد أن أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي بإسقاط عدد من الأنظمة العربية والغربية.

ورغم ما يحمله الارتباط العالمي الوثيق بالإنترنت من تسهيل لحياة البشر، إلا أنه يضع مصير مجتمعات واقتصادات بأسرها في يد التكنولوجيا وما تفرزه من تغييرات.

جيل جديد للشبكة العنكبوتية

ومن بيروت، يتحدث المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات عامر طبش أن الهدف من الاحتفال بيوم الإنترنت العالمي في 29 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، هو التذكير بالتطور الكبير الذي تحقق والإضاءة على ما الذي يجب تغييره.

فذكرى هذه السنة تحمل معها الخروج مما يعرف بتكنولوجيا الإنترنت وهو مصطلح أصبح قديمًا على حد قوله، والدخول في تكنولوجيا الواقع المعزز أو ما يعرف بالواقع الافتراضي.

ويردف طبش في حديث مع "العربي" أن استعمال الإنترنت عادةً ما يكون مربوطًا بجهاز كومبيوتر أو هاتف محمول، إلا أننا اليوم نتجه نحو تحول الإنترنت إلى القاعدة التي تشبك العالم ببعضه عبر تقنية الواقع المعزز (augmented reality) بطريقة حديثة لعملية تبادل المعلومات والبيانات وتطوير البنى التحتية لما يعرف بالشبكة العنكبوتية.

شخصان يعملان على بناء افتراضي ثلاثي الأبعاد باستخدام نظارات الواقع المعزز - غيتي
شخصان يعملان على بناء افتراضي ثلاثي الأبعاد باستخدام نظارات الواقع المعزز - غيتي

2 مليار نسمة خارج الخدمة

في المقابل، ورغم أهمية الإنترنت في حياة البشر اليوم، إلا أن 10% فقط من مساحة العالم مغطاة بالشبكة العنكبوتية، وبالتالي هناك مساحات الشاسعة لا تزال تفتقد لهذه الخدمة.

حول هذا الأمر، يكشف المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات أن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم يصل إلى 5 مليارات، مقابل 2 مليار غائبون عن الخدمة.

 ويضيف: "يصنف المليارين هؤلاء على أنهم غير موجودين عالميًا وكأن لا وجود لهم كبشر فعليًا في الحياة اليومية، بظل وجود 5 مليارات نسمة على الإنترنت".

فالحياة اليومية أصبحت مربوطة بشكل أساسي بالإنترنت منذ لحظة استيقاظنا في الصباح وحتى خلودنا إلى النوم، وفق طبش.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close