طالبت الأمم المتحدة الخميس بتمويل إضافي يمكنها من تقديم مساعدات "منقذة للحياة" خلال فصل الشتاء لستة ملايين سوري، يعيشون ظروفًا صعبة بعد أكثر من عقد على اندلاع النزاع.
وحذر المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية المؤقت في سوريا المصطفى بن المليح، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهند هادي في بيان مشترك من "مخاطر كارثية على السوريين" من أكثر الفئات ضعفًا "بسبب ظروف الشتاء القاسية في مختلف أنحاء البلاد".
ويحتاج ستة ملايين شخص، وفق البيان إلى "مساعدات فصل الشتاء" في وقت لا يستطيع "معظم سكان سوريا شراء المواد الأساسية بسبب ارتفاع معدلات التضخم وانهيار الاقتصاد".
ملايين الأشخاص بدون حماية
وقبل أسابيع من انتهاء العام الحالي، لا تزال خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا لعام 2022 تعاني من نقص حاد في التمويل، مع تلقي 42% فقط من التمويل المطلوب، وفق البيان.
وقال بن المليح: "إذا لم يتم تلقي المزيد من التمويل، فسيكون الملايين من الأشخاص بدون حماية ضد ظروف الشتاء القاسية"، مبديًا القلق إزاء "العائلات التي لا تمتلك الموارد لشراء الملابس الدافئة أو لوازم التدفئة، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في مخيمات النازحين والمناطق المحرومة والمناطق المرتفعة".
وأوضح هادي أن التمويل الإضافي سيؤمن "الملابس والأحذية الدافئة للكبار والأطفال وبطانيات من الصوف وسخانات ووقودا".
آلاف السوريين بين الفقر وانعدام الأمن الغذائي
ويُجدّد فصل الشتاء في كل عام معاناة آلاف العائلات السورية خصوصًا في محافظة إدلب ومحيطها (شمال غرب)، حيث يقيم قرابة ثلاثة ملايين شخص، 2,5 مليون منهم بحاجة إلى مساعدات منقذة خلال الشتاء وفق الأمم المتحدة.
ومع بدء هطول الأمطار الغزيرة، تتحوّل الطرق الترابية الفاصلة بين الخيم إلى ممرات موحلة، تتسرب منها المياه إلى داخل الخيم التي يحاول سكانها تمتينها عبر أحجار كبيرة تزنّرها، بينما يكافحون لتوفير وسائل التدفئة.
ويعيش أكثر من 90% من سكان سوريا تحت خط الفقر، بينما يعاني 12,4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي، في وقت تسجل البلاد ارتفاعًا كبيرًا في معدلات التضخم والأسعار، وشحًا في المحروقات خصوصًا المازوت المستخدم في التدفئة.
وتشهد سوريا نزاعًا منذ حوّل نظام الأسد ثورة الشعب ضدّه ومطالبته بحقوقه، إلى حرب دموية تسبّبت بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحقت دمارًا هائلاً بالبنى التحتيّة وأدّت إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها.
وفي ظل انعدام الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للاجئين، لم تحصل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن على أي تمويل لبرنامج المساعدة الشتوية للعام الحالي.
وتقول مفوضية اللاجئين، إنها لم تحصل على أي تمويل لبرنامج المساعدات الشتوية للعام الحالي في الأردن، وتحتاج المفوضية حوالي 46 مليون دولار للبدء بتوزيع المساعدات الشتوية على اللاجئين.
وفي حديث سابق لـ"العربي"، أوضح رئيس جمعية الهلال الأخضر الخيرية خالد مسامح أن غياب المساعدات الضرورية والأساسية للاجئين السوريين في الأردن؛ يعني موتًا بطيئًا لهم، وانتشارًا للأمراض، وزيادة للأمية في صفوف الأطفال في المخيمات.